السبت، 24 أبريل 2010

نحتاج إلى كم كبير من الصبر


في طريق حياتنا والذي قد يطول نحتاج إلى كم كبير من الصبر لنحسن الأدب مع الله عندما تواجهنا الصعوبات والتحديات التي يصعب معها التحلي به ,نقابل المكاره بنفس متيقنة من أنها تملك من المصادر ما يمكنها من اجتيازها متسلحة بحبها لله ولما يكتبه لها وعليها ,يقينها بأن كل أقدار الله من ورائها حكمة قد لا تدركها في وقتها وحينها وأن الله سبحانه وتعالى يدخر لها من الأجر ما لن تحصيه يجعل من الصبر مطلب وهدف فهو يجلب محبة الله سبحانه وتعالى ومعيته ونصره وعونه وجزيل عطاءه .

الصبر ثبات مع الله سبحانه وتعالى في السراء والضراء, يسكن القلب عند المصاعب لأنه كان مع الله في الرخاء والسراء فكان الله معه عند الضراء والشدائد ,الصبر ليس سهلا لكنه يكون كذلك لمن سهله الله له ,لمن أحبه الله فدفع عنه الأحزان والهموم .....وهذا هو الأمر السهل في اكتساب كل الفضائل ,أن نكون أكثر قربا وطاعة وحبا وإجلال وحياء وخشية من الله ,أن نستحضر وجوده في كل أحوالنا وقدر استطاعتنا , نجاهد أنفسنا ونعودها على الذكر التسبيح الإستغفار وتجديد التوبة كل يوم على أخطائنا القديمة والجديدة ,فنجدد إيماننا ونحفظه من أن يخلق ويبلى ...الصبرلا يتنافى مع الشكوى لله فقد قال يعقوب عليه السلام (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ) سورة يوسف ,واشتكى أيوب عليه السلام حين قال (مسني الضر) ونحن نعرف أن كان صابرا,وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ) فالله سبحانه وتعالى أعلم بأحوالنا و مقدار ما أنفسنا من ألم والقادر وحده على إزالة كل هذا الألم وتخفيفه وتهوينه علينا ومضاعفة أجرنا على تحمله .

الصبر شجاعة وقوة وثبات والصبر للنفس كالخطام للدابة ....يحفظها من أن تجمح أو تضيع أو تتقاذفها الخطوب التي يمر بها أي إنسان على وجه الأرض فما من أحد لم يعاني من فقد أو خسارة أو مرض لذا أمرنا الله سبحانه وتعالى بالصبر فقال (واصبر وما صبرك إلا بالله )فمع الصبر الفلاح والقوة والفوز والنصر والحظ العظيم في الآخرة على عكس التضجر واليأس الذي يصاحبه الضعف والإستكانة والوهن .



والصبر قهر للشيطان وانتصار عليه فنسد بالصبرأبواب الخوف والجزع والحزن ونقفلها بقفل الرضا والتسليم فلا يجد سبيله إلينا .

الجمعة، 23 أبريل 2010

نحن بحاجة لتحديث الصور


عندما نحب ذاتنا بالدرجة الكافية فإننا نختار نمط الأصدقاء المناسبين لها والسلوك الذي يليق بها ونوع الزوج/الزوجة الذي يناسبها ونوع العمل و الشعور الذي يرتقي بها.

عندما تتولد لدينا مشاعر سلبية كبيرة نشعر معها بالحزن الشديد أو الإرباك فإن تلك المشاعر السلبية تحمل معها رسالة مهمة وهي أن أفكارنا قد تكون أصبحت خارج سيطرتنا وأن أغلبها يميل نحو السلبية .

للأفكار السلبية سطوة كبيرة يخال الإنسان نفسه معها وكأنه لا يستطيع أن يتخلص منها أويبتعد عنها وطوال فترة اعتقاده هذا فإنه لن يتخلص منها إلا إذا حدث و تيقن أنه يستطيع , إن الشك بالنفس هو في الحقيقة خيانة لها .

المشاعر السلبية تجعلنا في حالة إستنزاف وإرهاق وضرب للصحة , وسواء أكانت تلك المشاعر موجهة للنفس أو للغير فإن نتائجها ترتد للنفس وتحدث ما تحدث من أضرار قد تكون مستقبلا غير قابلة للإصلاح .

إن تقدير الذات ينبع من الصور التي نكونها عن ذاتنا , وليس ما يقدمه الآخرون لنا من اهتمام ,من ينظر للآخرين من هذه الزاوية فإن أي تقصير منهم قد يجعله ينسب لهم السبب في شعوره المتدني لذاته وشعوره بقلة القيمة فيما يكون هو السبب في ذلك .....لم يرى نفسه بصورة جيدة , صورة الذات الإيجابية تمكننا من التغلب على كل المشاعر السلبية التي يستدعيها الفشل ,هل تقع مسئولية جلب الثقة لنا أو السعادة أو ارتفاع تقدير الذات على الناس ,المجتمع ,الآخرين ؟إن كانت الإجابة بنعم فما هو دورنا وأين هي اختياراتنا ؟


أي ردة فعل للآخرين نعتقد في أنها تضعف من تقديرنا لذاتنا لم تكن كذلك ما لم يكن لدينا حكم مسبق على الشخص أو اعتقاد مسبق عن النفس .....أحيانا يسمع البعض تعليق إيجابي لكنه يحرفه إلى سلبي في عقله كأن يفكر أن الشخص الآخر يسخر منه أو يحتقره والحقيقة بعيدة كل البعد عن ذلك ...قد يكون لا يريد الحقيقة أو يريد شيئ يتفق مع ما في عقله من أفكار مغلوطة غير صحيحة ,قد يرغب في أن يصعد موقف ما ,أو يريد أن يصنع موقف سلبي من لا شيئ ,أيا كان هدفة فإن منشأ كل ذلك اغلاق العقل عن أي شيئ جديد والرغبة في السير في طريق قديم وحياتنا مجموعة من الإختيارات ,لكن الأكيد أن لاختياراتنا نتائج نحن من يجنيها .


القدرة على اختيار الأفكار يعد قوة وقوة حقيقية وإن لم يعجبنا الواقع فبإمكاننا أن نتحرر منه ونصنع صور نغير فيها ذلك العالم ونصيغ منه عالم آخر وفق ما نريد صور ذات لون وصوت ومعنى .......بل وروح ,وهذا ليس ضرب من الخيال فقد سبق وذكرنا قصة ابن تيمية وهوفي الحبس عندما قال (ما يصنع أعدائي بي أنا جنتي في قلبي وقلبي بيد ربي ,سجني خلوة ونفيي سياحة ) عندما تكون صورة الجنة واضحة داخل قلوبنا ,عندما نؤمن بيقين أن قلوبنا بيد ربنا لا نحمل هموم الدنيا أو نقف كثيرا عند تحدياتها ,إن كان مكان الرضا في القلب فلم لا نرضى وقلوبنا بيد محب ,هذه صور عجيبة تمنح و تجلب كل مصادر القوة والأمان التي ممكن أن يستعين بها إنسان تحفزه وتسانده وتساعده في أحلك ظروفه ,عندما يتذكر الإنسان الثواب ويشعر به ويتصوره في الدنيا قبل الآخرة تتغير ردة فعله ويرتفع تقديره لذاته ,صورة السجن وكأنه خلوة تعطيه معنى آخر يختلف كليا عن الواقع المحدود فعندما يخلو الإنسان بنفسه يحقق أشياء لم يكن ليحققها عندما ينشغل مع الآخرين ,(نفيي سياحة) تبدل النظرة للتغريب والبعد عن الوطن والأهل إلى السياحة والإطلاع على مناطق جديدة وتغيير للأماكن لتتغير النفس وتسعد كما يحدث للمسافر .


قوة الخيال وصناعة الصور هي هبة ونعمة من الله سبحانه وتعالى لنغير الواقع الغير مريح إلى آخر أكثر من مريح , إن غيرنا الصور تتغير نوعية حياتنا وبدلا من أن نشاهد كل يوم صور مكررة لواقع رتيب لنا أن نغير مجموعة الصور بشكل مدروس وفق ما نريد أن نركز عليه وما نريد أن نوجه به حياتنا نحو هدف ما لنرتقي ليس بأنفسنا فقط بل بكل الأشياء من حولنا وشتان ما بين أن ترى أمامك صورة واضحة مشرقة وصورة أخرى باهتة رمادية ,تصورنا للحياة التي نريدها يتكون من مجموعة صور كثيرا ما تلهينا عنها أشياء صغيرة في حياتنا وكأن وظيفتها أن تلهينا عنها ,وكل ما نحتاجه هو الوعي والتركيز عليها كل يوم لتتحول لواقع ,كل صورة نكونها باختيارنا يكون لها تأثير أكبر على واقعنا ربما لأنها تكونت برغبتنا وإرادتنا والقوة المحفزة فيها ذاتية ,ما نقدمه لأنفسنا من صور مدروسة سيعمل عقلنا على تحقيقها لأنه يراها كل يوم وسيجذب لنا الأشياء والأشخاص والظروف التي تجعل من تلك الصور والتصور لما نريد واقع وحقيقة نعيشها , الفكرة هي قوة إيمان واستغلال متكامل لشيئ منحنا الله إياه وصدق التوكل على الله والثقة بأنه سبحانه وتعالى سيعيننا .

كيف نتوصل للطاقات التي نملكها والقدرات التي حبانا الله بها ما لم نجربها ؟


قليلون منا يدركون مدى ما يتمتعون به من مواهب خفية وغير مجربة ,تتجسد وتتجلى هذه الإمكانات عندما نؤمن بوجودها ونتقدم خطوة نحوها وهذا لا يتطلب سوى استبدال الشك بالنفس بالثقة واليقين بقوتها, نستبدل الجمود بالحركة الدؤوب, نستبدل حالة عدم الرضا بالرضا, نستبدل فكرة كوننا نملك أحلام صغيرة وعلى قياسنا إلى كوننا نملك أحلام أكبر بكثير من أن تكون قابلة للقياس, أحلام خارج نطاق الحدود التي نعرفها ...... تحديث الصورفي حياتنا هو تحديث لنوعية حياتنا ,وضع صور جديدة لما نرغب في أن نحققه يعرف وقتنا تعريف آخر باعتباره من أكبر ممتلكاتنا قيمة .

الخميس، 15 أبريل 2010

ثمرة جوز الهند


مواقفنا المختلفة مع الآخرين تعد مجرد تجارب تقدم أكثر مما تأخذ منا ونحن من يصنفها ويعطيها إشارة (جيد)أو (غيرجيد) تبعا لما نحمله من أفكار مسبقة أثرت على صحة حكمنا عليها ,كثيرا ما يقولون أن ما نفكر به ليس كل الحقيقة ,وأن الحقيقة كاملة قد لا ندركها إلا بعد تفكير شامل وتأمل .....وكثيرا ما نحكم على الأشياء حكم غير صائب ونكتشف بعد ذلك أن حكمنا لم يكن صحيح لأننا قد أغفلنا بعض الجوانب ...قد نتأثر بفكرة أو موقف سابق أوكلام الآخرين فيكون الحكم جاهز والإشارة جاهزة لتضع ذلك الموقف داخل إطار (غير جيد).... فما عدد الأحداث التي وضعنا عليها علامة غير جيد وهي في الحقيقة أكثر من جيدة ؟ تمضي بنا الأيام ونخوض التجارب تلو التجارب ننمو بها و نتعلم كيف نكون أحرار في إختيار الحكم الصائب بعيدا عن التسرع أو التأثر بتجارب سابقة ......و نستغل أدواتنا بقدر ما نملك من وعي بها و ندرك أن الثمار أحيانا قد تأتي بعد الآلآم , ندرك أن عند قطف الثمار سيتلاشى الألم ,الحقيقة التي قد لا يدركها البعض أن كل تجاربنا تحمل معها ثمار ......أحيانا تغلف الثمار قشرة قاسية جدا كثمرة جوز الهند لكن داخلها شيئ مختلف تماما ....أتهتم للمجهود الذي ستبذله أثناء كسرك لغلافها إن كنت تحب تناول تلك الثمرة ؟لا أعتقد ذلك .

والآن ....أي فكرة محبطة لن يكون لها أثر سيئ علينا ما لم ندعها تمكث طويلاً في عقولنا ,كل مانراه من حولنا هو إنعكاس لما في داخلنا من أفكار فإن كنا نحمل الألم فلن نرى سوى الأشياء المؤلمة والمشابهة لما في الداخل ربما لأن الأفكار تجذب ما يشابهها ,فهل نجعل أفكارنا تديرنا لأننا لم ننتبه لدورها وتأثيرها أو حتى الوعي بها ؟هل نضبط أنفسنا ونحن نفكر بشيئ سلبي ونصرفه حالاً ؟أم ننغمس به؟ ....فإن فكرنا بأن كل الآلآم التي عانينا منها وما زلنا نعاني وسنعاني ستكون يوما مجرد ذكرى ستهون علينا في الحال ولن نعطيها أكبر وأكثر مما تستحق ,عدم طرد الفكرة السلبية يعطيها نوع من السلطة لتأخذنا مع الوقت بعيدًا عن كل شيئ جميل وممتع ,وتغلف وتحجب أنظارنا وقلوبنا بثوبها الثقيل عن كل النعم التي تملأ حياتنا ....إن أردنا حقا أن نتخلص من الألم الداخلي علينا أن نؤمن بأن كل الآلآم مؤقتة وأن آلآمنا ستتحول إلى أجور عظيمة نحن بأمس الحاجة لها يوم أن توزع الأجور ,بالإضافة إلى ما تضيف لنا آلامنا من وعي وحكمة ووقفة مع النفس .......قد عانى من قبلنا وقاسوا من الآلآم ما الله به عليم ,أين هم الآن ؟انتهت معاناتهم وحان الوقت ليوفيهم الله أجورهم فهل يقبل أحد منا أن لا يصبر كما صبروا أو يحبط نفسه بفكرة يطيل الوقوف عندها ليتألم ويشتكي ,فما فائدة الشكوى إلا أن تقلل من شأن الإنسان وتعبر عن تضجره وسأمه بمقادير الله سبحانه وتعالى وكأنه يقول (لا أحتمل هذا )بينما الواقع يبين أنه يحتمل ذلك وأكثر وإلا ما كان الله ليبتليه به ,فالله سبحانه وتعالى يعرف ويعلم قدر احتمال كل منا ......ما يستطيعه وما لايستطيعه ,عندما تكثر ابتلاءاتك احمد الله واشكره فأنت قوي كفاية لتحتمل كل ذلك ,احمد الله واشكره لأنك لا تتمتع بقوة احتمال فقط بل تتحلى وتتمتع بقوة إيمان ....ذلك يعني أنك تحمل أشياء جميلة داخلك هي مصدر قوتك فابتهج واستبشر ,هكذا يجب أن ننظر للمصاعب والهموم ,بروح إيجابية .

نحن نتعامل مع تحدياتنا ليس على أساس إمكاناتنا وإنما إيماننا وأدائنا وإلا فالإمكانات يملكها الكل ويستغلها القليل منا ,فهل نرغب حقا في أن نكون من ضمن الأعداد الكبيرة من البشر الذين لا يدركون إمكاناتهم الحقيقية أو لا يصدقون بوجودها ,لا يدركون الأثر السلبي الكبير الذي تحمله الفكرة السلبية إن تركوا لها المجال للإستقرار وسلب قدر كبير من مستوى أدائهم في التعامل مع تحدياتهم ؟

الأربعاء، 14 أبريل 2010

لا تسأل ...كيف؟


متى نكون سلبيين ومتشائمين؟ عندما نغلق عقولنا عن كل ما هو متاح ,عندما لا نقدر ما لدينا ,عندما يكون لدينا نظام حساس يلاحظ كل الأمور التي لا تسير بالطريقة التي تعجبنا ,عندما لا نلاحظ الأشياء الإيجابية التي تأتي مع المواقف السلبية .

المواقف الضاغطة يصاحبها غالبا شعور غير مريح ومن الحكمة أن نتقبله كشيئ طبيعي مصاحب لتلك المواقف من ثم نصرفه من خلال استخراج الفائدة منه ...للموقف السيئ جانب محزن ,نعم هو كذلك لكن أيضا له جوانب أخرى أكثر من إيجابية فلم القلق ؟هل هناك معضلة في هذه الحياة بلا حل ؟هل هناك شيئ دائم ؟ لا لا شيئ من ذلك صحيح فلنغير إذن من نظرتنا للأمور ولنعدل من طريقة إدراكنا, الإدراك فقط لتتفتح أمامنا الأبواب ولتتحول الأشياء الغير مفهومة والصعبة في أي موقف إلى أشياء سهلة , إن حدث وغضبنا علينا أن نتعامل مع الغضب لأنه لن يغير شيئ ولن يجعلنا نشعر بصورة أفضل .... كل الخيارات متاحة أمامنا لنغير إتجاه تفكيرنا ونوجهه لنفهم سبب شعورنا بالغضب, لا يستطيع أحد أن يزعم أنه عند المواقف الغير مرضية يكون محصور في دائرة الغضب إلا إذا اعتاد على ردة الفعل تلك وأعجبته نتائجها ,المواقف الواقعية هي من أكثر المعلمين كفاءة وتختلف كليا عن ما قرأناه في الكتب أو درسناه في دورة أو تعلمناه من مشاهدة فيلم ما ,المواقف الواقعية هي المحك أيضا نقيس بها مدى استفادتنا مما تعلمناه ,ممكن جدا أن تنمو وتتكون لنا علاقة قوية جدا مع من كانت لنا معه تجربة سيئة ......متى ؟ عندما نقلب تلك التجربة ونجعلها في صالحنا ولخدمتنا ,عندما نفهم دوافع الآخرين ونعذرهم .

تخيل أن الموقف بأكمله عملية حسابية وتعامل معها ببراعة من يجيد حل أصعب مسألة ...لا تسأل كيف فلديك كل ما تحتاج له من معلومات تنتظر منك فقط التفكير بهدوء متخلى عن كل النزعات المضللة مثل الترفع والتكبر وافتراض سوء النية عند الآخرين أو لومهم ......جرب أن تكون عطوف ,محب وستجد أن ردة فعلك اختلفت .

عندما تعترينا حالة من الحزن فلعل ذلك الشعور يدعونا لوقفة مع النفس وتذكر الأوقات السعيدة في حياتنا ,دعوة لتأمل وضعنا الحالي وعمل إجراء ضروري آن لنا أن نقدم عليه ,حتما للحزن رسالة علينا فهمها ,فإن فهمناها لن يطيل الحزن المكوث ...عندما نشعر بالخوف ربما يدعونا لفحص خطوتنا التالية والتي نحن بصدد القيام بها ....هل هي مأمونة ؟ فالننظر له كما ننظر لدعوة لطيفة للتروي, للدراسة لحسم موقف ما آن لنا أن نحسمه .

كل منا يتعامل مع تحدياته بطريقته التى يرى أنها صحيحة لكن لا شيئ يمنع من أن نتعلم من طرق الآخرين .....نتعلم من مواقفنا نفسها .

بعض المواقف تجعلنا نشعر أن الحياة مكان غير ملائم ,فهل نسمح لها أن تأخذ من وقتنا وأيامنا الكثير أو نجعل لها في قلبنا مكان مريح للإقامة ؟ نوع إجابتنا تحدد نوعية حياتنا .

السبت، 10 أبريل 2010

فوضى حياتنا اليومية


عندما نتواصل بشكل جيد مع أنفسنا ,عندما لا نتعامل مع حياتنا وكأنها ذات بُعد واحد ....العمل فقط أو الأسرة فقط ,عندما نتكيف ونتأقلم مع الضغوط ,كل الضغوط فإننا نصل لحقيقة مهمة قد تكون غابت عنا أو لم ندركها أننا نملك طاقات وقدرات لا حد لها وأننا نستطيع أن نغير بها نوعية حياتنا لتصبح أفضل مما هي عليه الآن ,ولن نفقد الهدف الذي رغبنا بتحقيقه يوما وأبعدتنا عنه فوضى حياتنا اليومية .

نحن ندرك تماما ومهما ساءت أمورنا أن حياتنا ليست على هذه الدرجة من السوء وإن بدت كذلك , بعض أحداث حياتنا قد تصبغها بلون قاتم لكنه مؤقت سرعان ما يتحول إلى لون مثالي فالتحديات لا تملك خاصية الدوام وما جاءت إلا لتقيس القدرات ثم تنجلى ,سؤال مهم قد يهون علينا ما قد نلاقي من تحديات ألا وهو (هل نحن الوحيدون الذين نعاني , ,نقاسي ؟)....لا لسنا كذلك ,فما عدد الفوارق بيننا؟ إنها كثيرة ....فسبحان الله ماأعظم خلقه .

لم قد يرغب البعض في ترك أهم ما يميزهم مطمور تحت بند عدم الإيمان به أو تصديقه ؟يثقون بقدرة الغير ولا يثقون بما يمكن أن يحققوه ؟

كثير منا يتخلى عن أحلامه لأنه يظن أن الوقت لم يحين لتتحقق وأن من الأفضل أن ينتظر ......حسنا إن فكرنا بهذه الطريقة فسننتظر طويلا دون أن نحقق شيئ ...البعض يظن فعلا أن أحلامه ستتحقق يوما ما لكن فجأة بلا جهد بلا مقدمات ,هل نترك الأحلام تدير حياتنا أم نتولى وبنضج إدارة تلك الحياة؟ ليست هناك مشكلة تنحل بنفسها أو حلم يتحقق من تلقاء نفسه ما لم نبذل جهد أو نفعل شيئ حياله .

ليست هناك مرحلة سهلة في حياتنا , كل مرحلة لها تحدياتها وإمكاناتنا التي تناسبها , ندرك بالتحديات حقيقتنا وما نحن عليه فعلا ...تظهر ما في داخلنا من صفات سواء أأحببناها أو كرهناها ...فائدة التحديات أنها تكشف الغموض والأشياء التي قد لا نعرفها عن أنفسنا ....إن المواقف الصعبة لها من الفوائد مالها سواء أدركنا ذلك أم خُفي علينا ....فإن خفيت علينا فربما لكوننا اعتدنا أن لا نقف عندها الوقفة الكافية مع النفس ففاتتنا فوائدها ,إن أدركنا ذلك تتحول حياتنا تدريجيا إلى هبة اكتشاف الفوائد تتحسن معها كل الأبعاد وليس ُبعد واحد .

لكي نوقف الفوضى التي يعاني منها أغلبنا علينا أن لا نستخدم الأساليب الدفاعية لنبرر أخطائنا .....الإعتراف بالخطأ والصدق مع النفس أفضل من تجاهل المشكلة فهي لن تحل نفسها وتختفي تلقائيا ولوم الآخرين لن يجدي أيضا لأنه نوع من التهرب ,الجزء المهم عند حدوث أي مشكلة هو أن نسأل أنفسنا (هل أرغب في حلها؟ كيف؟) وغير ذلك من الأساليب لن تزيد عن كونها أغطية تغطي المشكلة لتكبر في الظلام ولا أعتقد أن أحد منا يرغب في ذلك .

هل هناك أحد في دنيانا لم يعاني من مشكلة ما .....دائما هناك مشاكل ,إذن الأمر عادي جدا ,فماذا نختار؟ أن نتعامل معها بخبرة القبطان الماهر الذي يعدل مسار سفينته كلما انحرفت أم إنسان بلا خبرة تسير به السفينة على غير هدى ولا يستطيع أن يحميها من الإرتطام بالصخور وكلما ارتطمت بصخرة برر فشله بخطأ فيها أو لام الغير أو تجاهل الإرتطام تلو الإرتطام إلى أن تغرق ؟

قد يقول البعض أن حياتنا الآن أصبحت أكثر تعقيدًا ...حسنا ولكن الله سبحانه وتعالى قد خلقنا لنكون قادرين على التعامل مع أكثر من أي تعقيد ممكن ...إن أردنا فإننا نستطيع أن نحول أي شيئ معقد إلى سهل وبسيط بالتأني بالتفكير العميق ,لا عقبات في هذه الحياة إلا إن رغبنا حقا في تحويلها لعقبات بنمط تفكيرنا .

على طول طريق حياتنا هناك حوافز وجوائز وعلاقات حقيقية ....فهل أضعناها؟ بالمقابل هناك تحديات حقيقية فهل نجحنا في اجتيازها أم وقفنا عندها ؟فإن وقفنا فإلى متى؟

إن كان سبب تخاذلنا أن النجاح يتطلب جهد فإن المعاناة أيضا تتطلب جهد وطاقة ووقت ,حتى الإنخراط في علاقة سيئة تستهلك قدر كبير من الطاقة والجهد ما الله به عليم فلم قد نرغب في صرف طاقتنا في المكان الخطأ ؟ونحرص على تحقيق النتيجة الأسوأ ؟

أي ميزة نتحلى بها إن لم نُفعلها فهي ثروة مهدورة ,الجزء الأفضل من كل ذلك أن أي إنسان عادي يستطيع أن يحول حياته إلى شيئ مميز ,يستطيع أن يعيشها بصورة أفضل ,فإن آمنا بذلك وصدقناه ,هل نتخاذل في تحقيقه ؟ ...أنت لا تقل أهمية عن أي عالم من العلماء أو ثري من الأثرياء ,قد خصك الله سبحانه وتعالى بهذه الروح المميزة ووهبك إمكانات لا يعلم حدودها إلا الله فإن آمنت بحقيقة واحدة وهي أن الله عادل في تقسيم نعمه علينا فما الذي تريد فعلا أن تحققه؟ وما هي حدودك باعتقادك ؟وهل ستقف عند أي حاجز مهما كبر؟

قد حقق من قبلنا الكثير بصدق التوجة ودقة الإتجاه ولم يحيدوا عنه إلى أن توفاهم الله لذا نجدهم إلى الآن يعيشون معنا بأعمالهم التي لم يريدوا بها إلا رضا الله لذا هي حية إلى الآن وهم أحياء وإن ماتوا ......فماذا تريد؟....عندما لا نحقق شيئ ونخرج من دنيانا مقصرين ومهزومين فما هي حجتنا عند الله ؟هل نقول استوقفتنا تحدياتنا وغرقنا فيها وألهتنا عن أهدافنا؟ .......هناك أناس عانوا أكثر مما عانينا ووصلوا إلى نجاح خيالي ولم يستوقفهم شيئ ,فهل ملكوا وتمتعوا بقدرات أكثر منا؟ لا أحد يستطيع أن يزعم ذلك,لا حدود لما يمكن أن تحققه إلا إن وضعت بيدك تلك الحدود ....فهل ستفعل ذلك؟


الجمعة، 2 أبريل 2010

خادمك المطيع


القلم خادم مطيع يتكلم عنك ويشرح أدق التفاصيل ويكشف أكثر الأفكار غموض ......لا تقصير من طرفه مخلص ورهن الإشارة ,فإن حدث تقصير فليس منه إنه الفكر عندما يعلن حالة العصيان .....عصيان لا إفلاس ويرفض البوح للقلم .

أحيانا تظهر الأفكار واضحة جلية وكأنها رؤية بتفاصيل وصور ,وعندما لا تنصاع لك تكتسي بالظلال.

يتغير العالم بأكمله عندما تنساب الأفكار صافية رقراقة تتقافز بسهولة على الورق وترسم لوحة تتعجب أنت من براعتك في رسمها ,تتزاحم الكلمات الكل يريد الخروج للنور ,وتسرع في الكتابة مخافة أن تفلت منك فكرة أثناء انشغالك بغيرها وعندما تضيع منك تطلبها فتعصيك وترفض الظهور لتضيع في الزحام ....أحيانا تضيع منا أفكار قيمة ,غالبا لا تضيع لأننا مضغوطين بغيرها ,كلا قد تضيع لأننا لم نسجلها وتوقعنا أنها سهلة التذكر لندرك بعد فترة أنها من ضمن (السهل الممتنع ).

كل إنسان داخله عالم من الإبداع ينتظر نفس مستعدة للحظة الإشراق وعندما تشرق النفس تكون هناك فرصة للنجاح ...أتدري ما هي فرصتك؟...إنها أنت وما تريده وكم تريده .