السبت، 24 أبريل 2010

نحتاج إلى كم كبير من الصبر


في طريق حياتنا والذي قد يطول نحتاج إلى كم كبير من الصبر لنحسن الأدب مع الله عندما تواجهنا الصعوبات والتحديات التي يصعب معها التحلي به ,نقابل المكاره بنفس متيقنة من أنها تملك من المصادر ما يمكنها من اجتيازها متسلحة بحبها لله ولما يكتبه لها وعليها ,يقينها بأن كل أقدار الله من ورائها حكمة قد لا تدركها في وقتها وحينها وأن الله سبحانه وتعالى يدخر لها من الأجر ما لن تحصيه يجعل من الصبر مطلب وهدف فهو يجلب محبة الله سبحانه وتعالى ومعيته ونصره وعونه وجزيل عطاءه .

الصبر ثبات مع الله سبحانه وتعالى في السراء والضراء, يسكن القلب عند المصاعب لأنه كان مع الله في الرخاء والسراء فكان الله معه عند الضراء والشدائد ,الصبر ليس سهلا لكنه يكون كذلك لمن سهله الله له ,لمن أحبه الله فدفع عنه الأحزان والهموم .....وهذا هو الأمر السهل في اكتساب كل الفضائل ,أن نكون أكثر قربا وطاعة وحبا وإجلال وحياء وخشية من الله ,أن نستحضر وجوده في كل أحوالنا وقدر استطاعتنا , نجاهد أنفسنا ونعودها على الذكر التسبيح الإستغفار وتجديد التوبة كل يوم على أخطائنا القديمة والجديدة ,فنجدد إيماننا ونحفظه من أن يخلق ويبلى ...الصبرلا يتنافى مع الشكوى لله فقد قال يعقوب عليه السلام (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ) سورة يوسف ,واشتكى أيوب عليه السلام حين قال (مسني الضر) ونحن نعرف أن كان صابرا,وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ) فالله سبحانه وتعالى أعلم بأحوالنا و مقدار ما أنفسنا من ألم والقادر وحده على إزالة كل هذا الألم وتخفيفه وتهوينه علينا ومضاعفة أجرنا على تحمله .

الصبر شجاعة وقوة وثبات والصبر للنفس كالخطام للدابة ....يحفظها من أن تجمح أو تضيع أو تتقاذفها الخطوب التي يمر بها أي إنسان على وجه الأرض فما من أحد لم يعاني من فقد أو خسارة أو مرض لذا أمرنا الله سبحانه وتعالى بالصبر فقال (واصبر وما صبرك إلا بالله )فمع الصبر الفلاح والقوة والفوز والنصر والحظ العظيم في الآخرة على عكس التضجر واليأس الذي يصاحبه الضعف والإستكانة والوهن .



والصبر قهر للشيطان وانتصار عليه فنسد بالصبرأبواب الخوف والجزع والحزن ونقفلها بقفل الرضا والتسليم فلا يجد سبيله إلينا .

ليست هناك تعليقات: