السبت، 10 أبريل 2010

فوضى حياتنا اليومية


عندما نتواصل بشكل جيد مع أنفسنا ,عندما لا نتعامل مع حياتنا وكأنها ذات بُعد واحد ....العمل فقط أو الأسرة فقط ,عندما نتكيف ونتأقلم مع الضغوط ,كل الضغوط فإننا نصل لحقيقة مهمة قد تكون غابت عنا أو لم ندركها أننا نملك طاقات وقدرات لا حد لها وأننا نستطيع أن نغير بها نوعية حياتنا لتصبح أفضل مما هي عليه الآن ,ولن نفقد الهدف الذي رغبنا بتحقيقه يوما وأبعدتنا عنه فوضى حياتنا اليومية .

نحن ندرك تماما ومهما ساءت أمورنا أن حياتنا ليست على هذه الدرجة من السوء وإن بدت كذلك , بعض أحداث حياتنا قد تصبغها بلون قاتم لكنه مؤقت سرعان ما يتحول إلى لون مثالي فالتحديات لا تملك خاصية الدوام وما جاءت إلا لتقيس القدرات ثم تنجلى ,سؤال مهم قد يهون علينا ما قد نلاقي من تحديات ألا وهو (هل نحن الوحيدون الذين نعاني , ,نقاسي ؟)....لا لسنا كذلك ,فما عدد الفوارق بيننا؟ إنها كثيرة ....فسبحان الله ماأعظم خلقه .

لم قد يرغب البعض في ترك أهم ما يميزهم مطمور تحت بند عدم الإيمان به أو تصديقه ؟يثقون بقدرة الغير ولا يثقون بما يمكن أن يحققوه ؟

كثير منا يتخلى عن أحلامه لأنه يظن أن الوقت لم يحين لتتحقق وأن من الأفضل أن ينتظر ......حسنا إن فكرنا بهذه الطريقة فسننتظر طويلا دون أن نحقق شيئ ...البعض يظن فعلا أن أحلامه ستتحقق يوما ما لكن فجأة بلا جهد بلا مقدمات ,هل نترك الأحلام تدير حياتنا أم نتولى وبنضج إدارة تلك الحياة؟ ليست هناك مشكلة تنحل بنفسها أو حلم يتحقق من تلقاء نفسه ما لم نبذل جهد أو نفعل شيئ حياله .

ليست هناك مرحلة سهلة في حياتنا , كل مرحلة لها تحدياتها وإمكاناتنا التي تناسبها , ندرك بالتحديات حقيقتنا وما نحن عليه فعلا ...تظهر ما في داخلنا من صفات سواء أأحببناها أو كرهناها ...فائدة التحديات أنها تكشف الغموض والأشياء التي قد لا نعرفها عن أنفسنا ....إن المواقف الصعبة لها من الفوائد مالها سواء أدركنا ذلك أم خُفي علينا ....فإن خفيت علينا فربما لكوننا اعتدنا أن لا نقف عندها الوقفة الكافية مع النفس ففاتتنا فوائدها ,إن أدركنا ذلك تتحول حياتنا تدريجيا إلى هبة اكتشاف الفوائد تتحسن معها كل الأبعاد وليس ُبعد واحد .

لكي نوقف الفوضى التي يعاني منها أغلبنا علينا أن لا نستخدم الأساليب الدفاعية لنبرر أخطائنا .....الإعتراف بالخطأ والصدق مع النفس أفضل من تجاهل المشكلة فهي لن تحل نفسها وتختفي تلقائيا ولوم الآخرين لن يجدي أيضا لأنه نوع من التهرب ,الجزء المهم عند حدوث أي مشكلة هو أن نسأل أنفسنا (هل أرغب في حلها؟ كيف؟) وغير ذلك من الأساليب لن تزيد عن كونها أغطية تغطي المشكلة لتكبر في الظلام ولا أعتقد أن أحد منا يرغب في ذلك .

هل هناك أحد في دنيانا لم يعاني من مشكلة ما .....دائما هناك مشاكل ,إذن الأمر عادي جدا ,فماذا نختار؟ أن نتعامل معها بخبرة القبطان الماهر الذي يعدل مسار سفينته كلما انحرفت أم إنسان بلا خبرة تسير به السفينة على غير هدى ولا يستطيع أن يحميها من الإرتطام بالصخور وكلما ارتطمت بصخرة برر فشله بخطأ فيها أو لام الغير أو تجاهل الإرتطام تلو الإرتطام إلى أن تغرق ؟

قد يقول البعض أن حياتنا الآن أصبحت أكثر تعقيدًا ...حسنا ولكن الله سبحانه وتعالى قد خلقنا لنكون قادرين على التعامل مع أكثر من أي تعقيد ممكن ...إن أردنا فإننا نستطيع أن نحول أي شيئ معقد إلى سهل وبسيط بالتأني بالتفكير العميق ,لا عقبات في هذه الحياة إلا إن رغبنا حقا في تحويلها لعقبات بنمط تفكيرنا .

على طول طريق حياتنا هناك حوافز وجوائز وعلاقات حقيقية ....فهل أضعناها؟ بالمقابل هناك تحديات حقيقية فهل نجحنا في اجتيازها أم وقفنا عندها ؟فإن وقفنا فإلى متى؟

إن كان سبب تخاذلنا أن النجاح يتطلب جهد فإن المعاناة أيضا تتطلب جهد وطاقة ووقت ,حتى الإنخراط في علاقة سيئة تستهلك قدر كبير من الطاقة والجهد ما الله به عليم فلم قد نرغب في صرف طاقتنا في المكان الخطأ ؟ونحرص على تحقيق النتيجة الأسوأ ؟

أي ميزة نتحلى بها إن لم نُفعلها فهي ثروة مهدورة ,الجزء الأفضل من كل ذلك أن أي إنسان عادي يستطيع أن يحول حياته إلى شيئ مميز ,يستطيع أن يعيشها بصورة أفضل ,فإن آمنا بذلك وصدقناه ,هل نتخاذل في تحقيقه ؟ ...أنت لا تقل أهمية عن أي عالم من العلماء أو ثري من الأثرياء ,قد خصك الله سبحانه وتعالى بهذه الروح المميزة ووهبك إمكانات لا يعلم حدودها إلا الله فإن آمنت بحقيقة واحدة وهي أن الله عادل في تقسيم نعمه علينا فما الذي تريد فعلا أن تحققه؟ وما هي حدودك باعتقادك ؟وهل ستقف عند أي حاجز مهما كبر؟

قد حقق من قبلنا الكثير بصدق التوجة ودقة الإتجاه ولم يحيدوا عنه إلى أن توفاهم الله لذا نجدهم إلى الآن يعيشون معنا بأعمالهم التي لم يريدوا بها إلا رضا الله لذا هي حية إلى الآن وهم أحياء وإن ماتوا ......فماذا تريد؟....عندما لا نحقق شيئ ونخرج من دنيانا مقصرين ومهزومين فما هي حجتنا عند الله ؟هل نقول استوقفتنا تحدياتنا وغرقنا فيها وألهتنا عن أهدافنا؟ .......هناك أناس عانوا أكثر مما عانينا ووصلوا إلى نجاح خيالي ولم يستوقفهم شيئ ,فهل ملكوا وتمتعوا بقدرات أكثر منا؟ لا أحد يستطيع أن يزعم ذلك,لا حدود لما يمكن أن تحققه إلا إن وضعت بيدك تلك الحدود ....فهل ستفعل ذلك؟


هناك تعليقان (2):

may يقول...

[[ عندما نتواصل بشكل جيد مع أنفسنا ,عندما لا نتعامل مع حياتنا وكأنها ذات بُعد واحد ....العمل فقط أو الأسرة فقط ,عندما نتكيف ونتأقلم مع الضغوط ,كل الضغوط فإننا نصل لحقيقة مهمة قد تكون غابت عنا أو لم ندركها أننا نملك طاقات وقدرات لا حد لها وأننا نستطيع أن نغير بها نوعية حياتنا لتصبح أفضل مما هي عليه الآن ]]

كم أحببت مقدمتك الاستهلالية هذه
فعلا أنا أحاول أن أصل لهذه الدرجة من التنسيق بين الطاقات ، وأبدع في كل مجالات حياتي..
محاولات مستمرة..
والله المستعان ،،

زيارة أولى لمدونتك ..
أعجبتني كلماتك..
:)

الحياة الطيبة يقول...

أشكرك مي على مشاركتك وأسعدني تعليقك ,نحن جميعا مازلنا نحاول أن نصنع توازن بين جوانب حياتنا ,شكرا ثانية ...فعلا أسعدني مرورك .