الخميس، 14 أكتوبر 2010

وماذا بعد ؟


عندما يصيبنا الملل ونتساءل بيننا وبين أنفسنا وماذا بعد؟

عندما نتمنى أن نهرب ممن حولنا, من ظروفنا وأحياناً حتى من أنفسنا إن كان ممكن لنا فعل ذلك.... عندما نبتعد عن الآخرين لنلملم شتات روحنا و همومنا وأوراقنا المبعثرة هنا وهناك ...وفي وسط كل هذه الفوضى يأتيك من يلح عليك .....لدي مشكلة صغيرة وأريد من وقتك القليل وكأنه جاء ليوجه انتباهك وتركيزك لشيئ آخر لأنك وبوضعك الحالي لن تتمكن من تعديل وضعك المقلوب ووصلت لنقطة يجدر بك معها أن تترك كل شيئ كما هو لفترة لتعود بفكر جديد وطاقة جديدة ,كل واحد فينا يصيبه الملل في وقت ما وعندما تصل لقمة هذا الضعف ويأتيك من يسألك مساعدة عادة ماتتذمر وتتنمر بفكرك الذي يحثك على تجاهله .



فماذا تقول في نفسك ؟
ربما تتساءل كيف أرد عليه ؟
وكأن قلبي خالٍ من الهموم !
وكأني جاهز في أي وقت له !
إن تجاهلته وأرجأت الرد عليه تذمر وأرسل لي رسالة ....ما بك ؟ لِم لم ترد ؟أنا قلق عليك .

كلا لست قلق علي ....أنت قلق على نفسك .





ولا تدرك أنه جاء في الوقت المناسب ....جاء لينتشلك من حالة الملل ,جاء بلطف من الله ليدير تركيزك لشيئ آخر تجدد به روحك ...إطالة المكوث والتركيز في مكان الملل لن يزيد الوضع إلا تعقيداً,عندما نساعد الآخرين ونشفي جروحهم فإننا بنفس الوقت نساعد أنفسنا ونشفي جروحنا فبالإضافة إلى إعادة توجيه تركيزنا فإننا وبشكل ما نفهم أنفسنا أكثر عندما نفهم دوافع الآخرين في أثناء تعاملهم مع صعوباتهم وتحدياتهم ,أحيانًا نجد الحلول من بين كلماتنا التي تنبهنا إلى أخطائنا .


لا يجب أن نتصرف بهذا الشكل أو نفكر بهذه الطريقة النمطية المكررة في المواقف المشابهة ,أحياناً تكون الأمور ليست كما تبدو عليه بمعنى أن يكون ظاهرها مزعج لكنها تحمل بين طياتها منافع وفوائد .....وهل كل شيئ في هذه الدنيا إلا وفيه الخير ,كل الخير لنا .




ما جاء من يطلب المساعدة إلا مضطر فإن استجبت له استجاب لك رب العالمين وأبعد عنك شبح الملل وأبدلك مكانه انشراح صدر( والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ) فإن كانت هذه الفائدة الوحيدة من مساعدتك للآخرين في تلك اللحظة بالذات لحظة الملل والتي لم تطيق فيها حتى نفسك فإن تلك الفائدة تكفيك لأنك عندما تكون في وضع من يحتاج لمساعدة من أي مخلوق كان وتأتيك هذه المساعدة من الخالق فلا تسأل عن حجمها وتأثيرها وفائدتها .


هناك 16 تعليقًا:

BookMark يقول...

كلمات كالدرر
جاءت في وقتها

كل الشكر لك
أسأل الله لك الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة

الحياة الطيبة يقول...

والله يا Book Mark انتي الدرة ,ولك مثله وأكثر يالغالية,سعدت بمرورك .

well يقول...

وماذا بعد؟...سؤال سئلته لنفسى قريب بكذا طريقة مختلفة .. ( وماذا بعد = واخرتها .. وبعدين ..هى هتفضل على كدة .. هى هتضحك امتى ..... الخ

الهرب من المكان كان ايضا يراودنى ..

الملل يأتى من عدم التجديد وعندما يكون هناك مشكلها ليس لها حل الا الانسحاب والهروب ..
وماذا بعد .. جوبتى عليه بفكرة إيجابية

تحياتى لشخصك

الحياة الطيبة يقول...

دائما الحلول تأتي من نفسها والمسألة تحتاج لوقت وصبر واكتشاف أسباب الأشياء ,الحمد لله على نعمة العقل ,سعدت بمرورك Well.

may يقول...

أتفق معاج في كل اللي ذكرتيه .. وأحب أضيف إن سبب الهروب قد لا يكون ملل .. قد تكون نقطة توقف وراحة ..أو لحظة محاسبة وتأمل .. أو مراجعة للطريق .. وتكمن المشكلة عندما يطول الوقت عند توقفنا لجزئية صغيرة نغرق فيها..

الله المستعان..

الحياة الطيبة يقول...

إضافة مميزة مي وكما قلت ليس العيب في التوقف وإنما في إطالة الوقوف والغرق في جزئية صغيرة لأن العالم أكبر وأرحب ويدعونا للتعلم والتحرك ,من يقف يكون كالنقطة الجامدة في عالم متغير ...شكراً عزيزتي مي للإضافة والزيارة, نورت المدونة.

الغاردينيا يقول...

ومن فرج كربه اخيه دنيا فرج الله كربته في الآخره ... في اجمل من هذا ^_^

بوركت جهودك

لي طلب بسيط ياريت تشيلي خاصية تاكيد الكلمة لسهولة التعليق ...:)

اعطر التحيات

الحياة الطيبة يقول...

ليس هناك أجمل من لطف الله شكرًا على الدعوة الجميلة غاردينيا,طلبك مجاب وسأعمل على إزالتها إن عرفت الطريقة .

غير معرف يقول...

عجبني كلامك
شكرا

الحياة الطيبة يقول...

يوميات شحات شكراً لمرورك وتعليقك العملي نورت المدونة .

مرايتى يقول...

صح مليون فى الميه
وعن تجربه
ومش حتى الملل وبس كمان فى حالة الإستسلام لحالة من الحزن أو أوضاع أو حالة ألم

حصلت معايا والله سبحان الله لقيت صديقه كانت بتمر بمحنه بعديها أنا قلت لها على فكره أنا كل كلمه كنت بقولها لنفسى عن طريقك وأنت من غير ما تقصدى خرجتينى من حاله ربنا واحده إلى كان عالم بيها
بجد تفريج كربه عن مسلم فى الدنيا مش بس بتفرج يوم القيامه لا دى فى الدنيا كمان

جزاكى الله خيرا
بجد سعيده بكلماتك

الحياة الطيبة يقول...

يامساء الأنوار يامرايتي,سعيدة جدًا بمرورك وإضافتك التي أثرت البوست ,فعلاً وكما قلت عندما نفرج عن مؤمن كربة فالله يفرج عنا كربة من كرب يوم القيامة وإيضاً من كرب الدنيا ,أسعدك الله في الدارين .

Unknown يقول...

كأن قلمك لابد وان يلامس شيء في النفوس
لا اعرف اذا كان هي مجرد صدف ان تناقشين موضعا يمر بنا في هذه اللحظات
ام ان اللحظات تتكرر في حاتنا لكن بطرق مختلفه

قطعا موضوع اكثر من رائع جاء في الميعاد .. بعد اكتئاب طال لمده ايام

لك كل الشكر اختي
جزاك الله خيرا :)

الحياة الطيبة يقول...

إنها تصاريف الأقدار أن تتناسب الأحداث لتطرح ثمارها في وقتها وكما قلت هذه أشياء ولحظات تتكرر نمر بها وأحوال تقيس مستوى أدائنا ,عافاك الله مما تجد في نفسك من كآبة وشرح صدرك ...أشكرك أحد Zema على مداخلتك الثرية وأتطلع لجديدك ...أيا كان شعورك قاومه واطرحه بعيدًا عنك وركز على الأشياء التي تجدها مهمة في حياتك وقم بتنفيذها وانصرف لها كلياًلتجد بعدها أن شبح الإكتئاب صار بعيدًا عنك ,شكراً ثانية وفقك الله وأرضاك .

~حَدِيـثُ الفَـجْـر~ يقول...

اسمحيلي ياصاحبه الحياه و الكلمه الطيبه ان احكيك عن بعض ماعندي ومامررت به

قبل مايقارب الـ5 اشهر وانا اعاني من هذا الامر الهروب محاوله مني لتجميع شتاتي

في السابق كنت اجد - متنفسا وراحه الى جانب ارضاء نفسي - في مساعدته الاخرين ..

لكن وصلت الى مرحله .. كل امر افعله يزيد من هذا الشعور ..وهو ليس شعورا بالملل ابدا .. بل الابختناق و الازدحام .. وضقت ذرعا بكل ماحولي

نزعت البطاقه من هاتفي .. لا اخرج الا للضرورات .. فامتلات سيارتي بالغبار ..

كنت اجد في ابسط الاشياء ما ينغص راحتي و سعادتي .. عندما يصلني خبر ان فلانه سالت .. اتكدر و احزن ..

اردت ان اختفي من الوجود..
نصحني المقربون بان اعاند نفسي لكني لم اقوى على ذلك ..
وها انا الان في بدايه طريقي
لا اعلم لما لكني شعرت ببعض الحماس
و ريح التفائل تدب في نفسي :)

شكرا لك
من اعماق القلب و بحجم السماء
:*

الحياة الطيبة يقول...

يا حياتي يا حديث الفجر , لا تتصورين كيف أن تعليقك أسعدني وفرحت لهذا التغيير الإيجابي في حياتك ,الله يسعدك في كل خطوة تخطينها....كل معاناتك السابقة وأيام ضيقك ولنقل خمسة أشهر من المعاناة لها عداد يمشي من الأجر والثواب إلى يومك هذا ويضاعف لك الأجر إلى ما لا نهاية ,وما عانيت كل هذه المدة إلا لأن الله يحبك ويريد أن يخصك بثواب عظيم ما بلغتيه بعملك وأراد لك الخير كل الخير لكننا ياحديث الفجر لا نعرف حقيقة الأمور أو ندركها كما هي فأبشري بما يسرك ,من فترة طويلة سمعت مقولة تذرف لها عيناك إن وعاها قلبك وهي أن العبد العزيز على الله عندما تزيد معاناته ويدعو الله ويدعو فتقول الملائكة يارب إن عبدك فلان بما معناه يدعو كثيراً فيقول سبحانه دعوه فأنا أحب أن أسمع صوته ....تخيلي أن الله الرحيم الرؤف الودود مالك الملك العزيز اللطيف يحب أن يسمع صوتك فأي فضل وأي نعمة أكبر من ذلك .....لكننافي لحظة الضعف نغفل عن هذه النقطة أو تغيب عنا ,ثبتنا الله وإياك على اليقين بحب الله لنا وعملنا بما يناسب هذا الحب ,الشكر لك بحجم ما خلق الله من بداية خلق أبونا آدم إلى قيام الساعة ....تصبحين على خير غاليتي .