الخميس، 7 أكتوبر 2010

العيش داخل حدود ضيقة


عدما نفشل في استغلال قوتنا الحقيقية فإننا نحكم على أنفسنا في العيش داخل حدود ضيقة ونظن أن تلك الحياة عادية وطبيعية ...هي عادية جداً لكنها أبداً غير طبيعية , فإن كان لدينا اعتقاد راسخ بأن هناك حدود لما يمكن أن نصل له في عمل ما فلا أحد يستطيع أن يجادلنا منطقيًا أو يقنعنا بعكسه ,هناك مصدر ابداعي كبير داخلنا ويلزمه فقط ثقة بالنفس لكي يعمل بكامل طاقته ,ثقة بأن لا شيئ يصعب علينا تحويله لواقع حقيقي .

وطريقنا للتخلص من أي فكرة معيقة هو الإيمان والتفاؤل تلك هي الخلطة السحرية ...لا يهم كم الجهد الذي عليك أن تبذله لتصل لهدفك مادامت النتيجة النهائية تشعرك بالفخر .... ولكي تنجح انظر للنتيجة وكأنها حدثت بالفعل ..شيئ مهم أن يملأ قلبك شعور غامر بالفرحة باعتبارك حققتها ....شيئ مهم أن تؤمن بأن تحويل كل فكرة جيدة لواقع أمر سهل ,شيئ مهم أن تثق بكم الخيرالموجود داخلك يملئك بالتفاؤل الذي يمدك بكم كبير من الطاقة فوق ما يلزمك .

إن فشلنا في تحقيق مطلب فحتما نحن لا نركز على الوسيلة التي توصلنا له ...نحن نركز على العقبات التي ممكن أن تقف في طريقنا ,من لا يرى أمل في قدرته على الوصول لشيئ لن يصل له , من يعتقد بقوة العقبة لن يتجاوزها ...سيقف عندها ,عدم إيمانك بشيئ قد يقتل حتى رغبتك به ولن تصدق أو تعتقد بحدوثه وتحقيقه يوما .

كل مشكلة في حياتنا لها حل وكل هدف مهما كان عزيز فهناك فرص كبيرة وكثيرة لحدوثه لدرجة لن تتخيلها ,وكل دعم نحتاجه موجود داخل قلوبنا ويتمثل بإيماننا أننا نحتاج فقط للإستعانة بالله فإن فعلنا فقد استعنا بعظيم بقوي بمعين بمحب ,لا يجب أن يكون تفكيرنا ضحل أو يحمل المرارة من واقع مرفوض لأن كل ذلك يجلب شعور سلبي وسيئ يجذب مايشابهه من أشخاص وظروف وأفكار والمزيد من الشعور بالسلب ,أي فكرة سواء أكانت جيدة أم سيئة نحن من زرعها وسقاها وكبرها باهتمام وعناية سواء بوعي أو بدون وعي ...ملأنا بها عقولنا فصارت واقعنا فإن كانت إيجابية سعدنا بواقع مريح وإن كانت سلبية صارت لنا سجن وسجان .

إن صار واقعك لا يطاق فاعلم أنك منذ فترة كبيرة داومت على التفكير السلبي فالبذرة تحتاج لوقت لتظهر على وجه الأرض فقد وفرت لها أرض خصبة وداومت على سقايتها إلى أن ثبتت نفسها .

فكر بالخير ,بكم الخير الموجود في نفسك والذي يجعلك تقبل الآخرين كما هم بل وتحبهم من صميم قلبك وتحسن الظن بهم وتتمنى لهم الخير ,تقبل وضعك وظروفك وكل جزء من حياتك واعتبر كل ما لا يعجبك في صالحك وفي رصيدك فالله سبحانه وتعالى سيعوضك عن كل معاناة سواء أكانت مع الآخرين أو من وضعك الصحي أو ظروفك (وقد وعدك بذلك ) إن حملت قلب مؤمن صابر راضِ محب لكل ما قد يكتبه الله له .

عندما يعدك أحد ما بأنه سيعطيك قصر إن أنت صبرت على فقر أو مرض أو عفوت عمن ظلمك ظلم شديد لمدة سنة واحدة فقط فهل تفعل مايريد؟ وهل يرضى قلبك ويتقبل ذلك الوضع الغير مريح من أجل تلك الجائزة ؟.......أتصور نعم .

حسناً فالله قد وعدك بأكثر من ذلك بكثير ....وعدك بالجنه مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ,حياة لا شقاء معها, نعيم أبدي وإن أكرمك الله ودخلت جنته لتقولن ما مر بي بؤس قط ولتتمنى لو أنك قاسيت أكثر لما ترى من النعيم الحقيقي ,لا يجب أن تغتال أرواحنا المتاعب التي نراها في حياتنا ....لا يجب أن تغيب عن أعيننا الجنة ,عندما نضع أمام أعيننا سلعة الله الغالية يهون في سبيلها الثمن ...أي ثمن وأنا أرى أنه ثمن بخس ....ثبتنا الله وإياك على الحق المبين .


هناك 10 تعليقات:

Unknown يقول...

اختي الحياة الطيبة
انها فعلا لحياة طيبة في اروقة هذه المدونة
كل ما تخطينة بقلمك سيدتي قد جال في عقل اي مخلوق بشري
لكن تختلف صياغتك له فانت تقدمينة على صحن شهي .. تزيحي عن الحقيقة كل الغبار المحاوط .. و ترفعي خيوط العنكبوت المتشابكة على جدرانها

ذكرتني الفقرة الاولى في موضوعك القيم بكلمات كنت ارددها دائما
هي ان لا مستحيل في الدنيا ولا ثابت .. الا الله و الموت
و جميل تحدثك عن التفائل و البحث عن الهدف
لكن ما ينقص معظمنا سيدتي هو الهدف
فلسبب او لاخر نشئنا بلا هدف محدد

اعجبتني اخر فقرتين جدا
فهما يتحدثان عن مكافأة نتمناها جميعا

و اعجبني قولك ان الله يكافئ كل مصاب عما اصابه اذا صبر
و يعوضه خيرا منه
كلنا نعرف هذه الجزئية لكن يتفاوت الايمان بها
في الغالب نتذكر هم الدنيا و نحملة معنا
و ننسى العوض من الله


تحدثت باختصار .. لكن اطلت
عذرا للاطاله اختي

و لك الشكر على عمق تناولك للمواضيع المطروحة

تقبلي تحياتي
تقبلي مروري

و جزاك الله عنا خيرا :)

الحياة الطيبة يقول...

Ahmed Mustafa-zema نورت المدونة ,فعلاً ينقص معظمنا الهدف والكثير منا لا يعرف هدفه فترة كبيرة من حياته ويقضي معظمها متجولاً لم يحدد بعد ما الذي يريده وأذكر في السنة النهائية من الثانوية العامة عندما سألتنا المدرسة ماذا تريدون أن تصبحوا مستقبلاً كان أغلبنا لم يحدد بعد وجهته فتساءلت أن لم؟ عليكم أن تقرروا الآن وتحددوا هدفكم ...فكان تفكير سريع وقرار سريع والكثير منا لم يصل له ....في الحياة والآن لم لم يحدد ماذا يريده من الحياة وما هو أعز هدف يريد أن يصل له ,تأخذه الدنيا من نفسه وتجره وراءها فلا هو عمل بتخطيط وتأني ولا هو حقق مطلب عزيز وثمين ...لماذا ؟ لأن لا مطلب واضح , علينا أن نحدد هدف واضح كوضوح نور الشمس الساطع وكل أعمالنا تدور في فلكه ( رضا الله والجنة ) لأننا لو فعلنا ذلك صلحت وتيسرت أهدافنا الدنيوية كلها ولوجدنا الحافز والتأييد والتوفيق ولعثرنا على بوصلتنا الداخلية ووجهناها التوجيه السليم ...الإيمان ياأحمد ينمو بالطاعة وعلاج النسيان بترك المعاصي والمعية مع الله تكفيك هموم الدنيا وإن كبرت , أسعدني مرورك وإضافتك أخي أحمد .

well يقول...

كلماتك لا تلمس العقل فقط بل والقلب ايضا

تحياتى

الحياة الطيبة يقول...

صباح الخير Well يامرحباً بك وشكراً على المشاركة ....أسعدني حقاً مرورك ,بالمناسبة آخر بوست لك لم أعرف أن أرد عليه فلم أجد مكان للتعليق ,وشكراً ثانية .

may يقول...

أعجبتني الخلطة السحرية ,,
والاقتباس التالي:
[إن صار واقعك لا يطاق فاعلم أنك منذ فترة كبيرة داومت على التفكير السلبي ]

لنراجع أفكارنا من جديد..

صباح الورد والفل والياسمين

الحياة الطيبة يقول...

شكراً عزيزتي مي على إضافتك وتعليقك ,حياك الله .

مرايتى يقول...

ما أحلاها من حياه
نبحث عنها جميعا
مع أنها أمامنا ويمكن أن نطوعها بأيدينا
ولكن نتوه احيانا ونضعف بسبب الطبيعه البشريه الضعيفه التى تنتظر دائما من يذكرها

كلماتك مست قلبى فى وقت ضيق أشكرك عليها
جزاك الله خيرا

الحياة الطيبة يقول...

صباح الخير مرايتي ,يامرحباً نورت المدونة فعلاً الحياة التي نرغبها بين أيدينا ونستطيع أن نعيشها لكننا أحياناً نضعف بسبب طبيعتنا البشرية فتمر علينا أوقات نضعف فيها وأوقات ننسى ونحتاج من يذكرنا ولأن الله سبحانه وتعالى يعرف حقيقتنا وعدنا بالثواب ليمدنا بالقوة التي نحتاجها ونتغلب بها على أوقات الضعف ووضع بين أيدينا القرآن ليذكرنا بهذا الوعد ووصانا ببعض حتى يذكر كل منا الآخر وهذه فائدة الأخوّة في الله ...أسعدتني زيارتك مرايتي .

طهر فؤادك يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

بارك الله فيكى كلام جميل ومقنع وربنا يثبتك دايما على طاعة الله وحسن عبادتة اللهم امين والمسلمين ..

- واحب اشكرك على كلامك الجميل عن مصر وناسها وانا برد بالمثل وليس للمجاملة ولكن لانى فى بلدك ولامس الخير وربنا يكرمكم ويزدكم اللهم امين وكفاية هداية اكثر من 850 مهتدى فى رمضان.... عن سهل بن سعد رضي الله عنه { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم }... وايضا المساجد وروعتها وندواتها ... الخ وبارك الله فى الكويت وشعبها اللهم امين والمسلمين

الحياة الطيبة يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,سعدت بمرورك طهر فؤادك بالمدونة ,ثبتنا الله وإياكم على قوله الثابت في الحياة الدنيا والآخرة ....أدام الله روح الأخوة والإنتماء لهذا الدين العظيم لجميع الشعوب العربيةوالإسلامية التي تندرج تحت ظلاله,شكرًا طهر فؤادك على كلماتك الطيبة.