الخميس، 30 سبتمبر 2010

أين السلبية ؟ وأنّا لها أن تخترق حياتنا؟


كل منا له تجارب في الحياة وقد نصنف هذه التجارب إلى سلبية وإيجابية ومع أننا جميعًا نتمتع بقدرة مميزة في التفكير إلا أن تصنيفنا السابق يجانبة الصواب فكل تجاربنا إيجابية ......لست متفائلة لكنها الحقيقة فبطريقة أو بأخرى حققنا مكاسب سواء أوعينا بذلك أم لا الفارق الوحيد بيننا هو طريقة تعاملنا معها ,طريقة تقبلنا لوضعنا بنوعيه سواء الإيجابي بظاهره أو الإيجابي بباطنه ,هذه وجهة نظر أطرحها ولن أفرض أو أطالب بقبولها ....هناك من عاش حياة يعتبرها الآخرون مثالية تمتع بكل النعم (حياة إيجابية ظاهرة وواضحة ) هناك من عاش حياة شقية تعسة لا جاذبية لا ثراء لا نجاح لا أبناء لا مواهب ( حياة إيجابية باطنية) الذين عاشوا الحياة الثانية فكروا بسوء في أنفسهم فشعروا بالسوء تجاه أنفسهم وظروفهم ونسوا ما عند الله ولم يرضوا بالقدر الذي حدده لهم ....المأساة ليست في ظروفهم إنما في تفكيرهم وشعورهم وعلى فكرة هناك أناس يتمتعون بالأشياء الإيجابية الظاهرة ومع ذلك يشعروا بالسوء تجاه أنفسهم نتيجة أفكارهم لذا لا يعتبرون ما بأيديهم شيئ إيجابي .......الشعور الإيجابي الذي نريد أن نشعر به غير موجود في الخارج ولا فيما نملكه ولا عند الآخرين ...إنه موجود داخلنا ويتمثل بالإيمان والرضا وتقبل كل ما قد تأتي به الأيام بحب ...لماذا ؟ لأنه من الله عز وجل ,من خالط قلبه حب الله رضي بالفقر والمرض والحاجة ليُري الله عز وجل مدي صدق عبوديته ووقر في نفسه ( أحبه إليك أحبه إلي ) فأين السلبية الآن ؟ وأناّ لها أن تخترق تفكيره أو حياته فلو عرف أن ما أعده الله له أفضل مما يتمتع به صاحب الحياة الإيجابية فكيف سيكون شعوره ؟ وكيف سيكون مستوى رضاه ؟

كن ممتن لله فلست بضاعة تالفة أو معطوبة أو غير قادر على التفكير لتخرج من نفسك وعقلك كل ما يوهنك من أفكار أو يقلل من قوتك في تلقي الصدمات بقلب متيقن من أن عين الله ترعاه وتراه ولا تغفل عنه لحظة واحدة من ليل أو نهار وأن يد الله تمتد في آخر ساعة من الليل ليستجيب لحاجتك ويكفلها لك ,ليغفر ذنبك الذي أثقلك ...نحن نتعامل مع الله في كل أمورنا فمن يتعامل مع الله هل يرى فيما يضعه الله في طريقه سلب ؟حاشا لله ,إنما هي اختبارات وابتلاءات يستخرج بها الله أجمل وأنقى وأفضل مافيك فكن واثق من ذلك ولا تشك في هذا الشيئ لحظة واحدة ....لا تضعف ولا تحزن فالله معك ويرى ردة فعلك واستجابتك لما يحدث فماذا تريد أن تريه ؟ وهل تقبل أن يكون غيرك أفضل منك أداء ؟ وهل عند غيرك أدوات تعينه ولا تملكها أنت ؟ أنا حقاً لا أعتقد ذلك ؟

عندما تضيق بك الدنيا ثق أن عين الله تراك ,ترى حاجتك وضعفك فارفع يدك وتذلل إليه وتيقن من أنه سيستجيب لك ,في مقولة لإبن الجوزي :كن مع الله كالطفل مع والديه إذا لم يحصل على ما يريد بكى بكى إلى أن يعطوه حاجته .....كن مع الله في الرخاء يكن معك في الضيق ,وتيقن من أن أمرك كله خير .

هناك 8 تعليقات:

Unknown يقول...

انا لست ممن يعلقون على المواضيع في المدونات كثيرا
و نادرا ان اعلق في مدونة مرتين متتاليتين
و قطعا هذا يرد لي في مدونتي فهي خالية من التعليقات الا ما ندر :):)
قطعا هذا شيء لا يضايقني فانا لا اكتب الا لنفسي و من رأى انه استفاد شيئا فاليجازيني الله عنه خيرا

اسف على هذه المقدمة الطويله الغير متعلقة بالموضوع
لكنها فقط كي ابدي اعجابي الشديد بافكار الموضوعات التي تتحدثين عنها
كانك تسردين ما افعلة بعقلي الباطن و حتى لا تسعفني الكلمات ان اعبر به بيني و بين نفسي
فانا قد مررت بتجربة و لم اخرج منها بعد و لكنها افادتني بما تتحدثين فيه بموضوعك هذا تماما
فانا من يراني يعتقد اني في تجربة سلبية شديده منذ 3 سنوات
و مع كل انتقاد الناس لي
و مع كل ما عانيه
احس فعلا انها تجربة ايجابية
و كنت اصر على ايضاح الصورة للناس بان ليس كل ما ترونه على الغالب الاعظم هو الصواب
و ان كان هو الصوةاب فمن الممكن ان اكون ايضا على صواب
ليست الحياة شيء ثابت كي يعاش كل بنفس الطريقة او بنفس الاسلوب
ليس كل ما نراه سلبيا هو سلبيا الا ما اتفق عليه الدين و الحياة بالسلب
و الحياة كلها تسير في اتجاه ايجابي
لكن ينقص ان تنظر لها انت من هذا المنظور
و ان كنت تراها سلبية فتعلم منها فتصبح حين ذاك ايجايبة

اسف جدا على الاطاله اختي
و لكن فعلا لانني اعيش هذه التجربة و اتحدث عنها كثيرا حتى مللت
و من النوادر ان يتحدث احدا بنفس اسلوب تفكيري .. فطال مني الحديث بغير قصد

مشكورة اختي و ادام عليك الله نعمه
و امتعتينا بمواضيعك الصادقة جدا
المساغه بادب راقي

دمت بخير سيدتي :)

~حَدِيـثُ الفَـجْـر~ يقول...

شكرا لهذا الحديث الايجابي في هذه الساعات المبكره من اليوم :)

"‏عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن"

امره كله خير فقط للمؤمن باالله

:)

وصبااحج رضا وسعاده

may يقول...

إيــــه
تدرين ،،
مدونتج من المدونات اللي لازم الواحد يمر عليها ياخذ شحنة إيجابية..
وتذكر الإنسان بالله ،، وتنبه للإجراء السليم تجاه المواقف ..
خصوصا إن كلامك يكون عام وبنفس الوقت يلامس حاجة القارئ أيا كانت..

كل الشكر لكلماتك ومشاعرك الطيبة..

وصباحك بساتين ورد وفل وياسمين..

:)

الحياة الطيبة يقول...

منطق سليم Zema ولكن أنت معي في أن ردك على بوست أعجبك أو تلقيك رد على بوست كتبته فيه نوع من التواصل ونوع من المشاركة وأنا لا أعني الردود العادية ولكن التي تناقش شيئ مشترك كفكرة أو حل آخر أو تطرح سؤال ...حياتنا فيها جوانب متعددة وكل أعمالنا نبتغي فيها وجه الله لكن التدوين أنا أرى أنه يفرغ طاقة بطريقة مثمرة ويزودك بإخوة لك في الإسلام والأخوة قوة وسند لك كما أنت سند لهم وهذا لا يحدث إلا بالتواصل ...صحيح أننا نتجول في المدونات لنتزود بالعلم وأحياناً الطرفة والحكمة لكن يوم أن نجد شيئ ملفت ومفيد ويمس شيئ في نفوسنا فإننا نرى أن كلمة تشجيع وشكر يستحقها صاحب المدونة ,نقدمها فنحصل على أضعافها حالاً من الله وهذا شيئ مجرب ...الآن مقدمتي صارت أطول ...عذراً.
كلامك مشجع لدرجة لن تتصورها شكراً لك ,استخلاصك للجانب الإيجابي من تجربتك هو عين النجاح ويدل على أن درجة وعيك عالية ليس هذا فقط وإنما يدل على أن الخير داخل نفسك كبير , شكراً على المشاركة وحياك الله أخي أحمد .

الحياة الطيبة يقول...

صباح الأنوار والأزهار حديث الفجر ,وشكراً لمشاركتك فعلاً أمر المؤمن كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ,شكراً ثانية .

الحياة الطيبة يقول...

أهلاً سعيدة بمرورك والشحنة الإيجابية جاهزة ومغلفة للكل ولك خاصة ,كل بوست مافيه ذكر لله هو ناقص ومبتور فذكر الله بركة ولم نتعلم أو نخط من كلمات إلا بفضل من الله وتيسير منه ,شكراً على إطراءك ومشاركتك التي أثرت البوست ,صبحك الله بأكثر مما تتمنين .

BookMark يقول...

يقول د.سلمان العودة:
أعظم نجاحاتي ليست التي يتحدث عنها الناس، إنها النجاحات الذاتية التي لا يعلم عنها الخلق ويعلمها الخالق وحده، وأعظم إخفاقاتي ليست التي يسجلها الخصوم ويدندنون حولها، إنها عيوبي التي أعلمها ويجهلها الناس.
لماذا نحن مسكونون ب(الآخرين)
ماذا قالوا وماذا تركوا،
ماذا مدحوا وماذا ذموا ...


أتفق مع مي في أن مدونتك من المدونات التي نأخذ منها شحنات إيجابية دائما

بالتوفيق :)

الحياة الطيبة يقول...

أهلاً Book Mark وحياك الله, الجزء الذي أضفتيه من كلمات سلمان العوده جزء جداً قيم الله يبارك فيك يالغاليه وأشكرك جداً عليه فعلاً كلامه لا يقدر بثمن .....انتي ومي بمثابة مرآه أرى من خلالها مدى جودة ما أطرحه ,أشكر لك إضافتك Book Mark.