السبت، 25 سبتمبر 2010

أيامنا


أشياء كثيرة نؤجلها من حين إلى حين ..إلى حين لن يحين ولو أننا أنجزناها لعرفنا أشياء ما عرفناها ,نريد أن نتخير الوقت المناسب لكننا لم نختاره وباختيارنا ,فقد اخترنا عليه شيئ آخر بل أشياء ودائما يعيقنا عارض لأننا لم نخطط ولم نركز على المهم والأساسي فاختلطت وتمازجت أعمالنا وضاع منا المهم لأجل شيئ أقل أهمية وسواء لاحظنا ذلك أم إلا أنه يحدث ولن يجرؤ أحد أن يقول ذلك محض هراء ,وأسبابنا وأعذارنا كثيرة وبسيطة لا تحتاج لشرح وتفصيل إلا أننا ندرك في قرارة أنفسنا أنها غير مقنعة وغير حتى صحيحة .




حياتنا فيها الكثير من المكاسب والخسارة يعيش المتفائل منا دون أن يحسب خساراته فهو مشغول بما هو أهم في نظره ,مشغول بكيفية تحويل كل شيئ لصالحه ,مشغول بالنظر للجانب المشرق من كل أزمة وكل صعوبة مشغول بالأشياء الجميلة في حياته ....بالمقابل يعمد المتشائم منا لعمل ما اعتاد عليه فيحسب ويسجل في ذاكرته عدد مرات خسارته ليعيد اجترارها في كل مناسبة وأحياناً بلا مناسبة وكأنه سيقدم فيها اختبار فيذاكرها جيدًا وغالبًا تجده لا يرتقي فوقها ولا يتجاوزها ولا يتصور حياته من دونها ..ولأنه معها فليس له تطلعات ولا يقبل بصورة أخرى من صور الحياة إلا صورته التي حفظها وتصوره الذي يزيدها مصداقية في نظره .



ساعات الوحدة والإنفراد مع النفس من أكثر الساعات طرحاً للثمار ,لا تعادلها ساعة في ليل أو نهار نرى فيها الأشياء بوضوح تام ونرى حقيقة أنفسنا ..أخطاؤنا , أصغر عيوبنا نخلو بضميرنا ليرشدنا ,نقف وجهاً لوجه مع أسباب ضيقنا ,غضبنا ألمنا ,حزننا فنحظى بفرصتنا الذهبية لتعديل المسار , لا يجب أن نحرم أنفسنا من تلك الساعات الغاليات ,قد يضيع الكلام مع الآخرين ويفقد قيمته لكنه لن يضيع مع نفسك فأنت وحدك تدرك أنه صحيح وواضح كوضوح الشمس ,واضح بحيث أنك تفهمه بالضبط وليس كلام رحت تشرحه فلم تستطيع أن توصله بالطريقة الصحيحة أو في طريق وصوله فقد بعض أجزاءه ,لا شيئ يعادل الصدق الإخلاص والوفاء مع النفس في ساعة الخلوة......بعدها تصفو النفس وتتخلص من أكدارها وأثقالها .






أيام حياتنا صفحات بيضاء نسجل بيدنا أعمالنا ونتائجها .....الجيد في هذه الصفحات أن كل واحدة منها مستقلة أما مجموعها فيساوي سجل من أصدق السجلات وأدقها , لا يبلى أو يضيع ....أحياناً نشفق على أنفسنا مما سجلناه فيها بمحض إرادتنا وأحياناً نستبشر بما أنجزنا وأضفنا ونتدرج مع الأيام ليكون أداؤنا في السجل أفضل فنحن ندرك أن ليس باستطاعتنا أن نتهرب منه أو نتخلى عنه وإنه سيلازمنا كبصمتنا و ندرك أن الناس مراتب حسب نوع سجلاتهم ونطمح لأعلى المراتب ومع علمنا أن سجلاتنا هذه لا تدخلنا الجنة إلا برحمة من الله إلا أننا نرغب بأفضلها حبًا في الله سبحانه وتعالى ورغبة بنيل حبه ورضاه .




هناك 8 تعليقات:

BookMark يقول...

صدقتِ في وصفك للمتشائم الذي يذاكر خساراته ويحفظها ولا يفكر حتى بتجاوزها ..

كلماتك كلها شعلة من الأمل ودفعات قوية لما هو أفضل

شكرًا أستاذتنا الكريمة

Unknown يقول...

اسمحيلي ان ابدي اعجابي الشديد جدا بما هو مدون في معظم هذه السطور
فقد تعجبت لان فيها كثير مما يلمسة واقعنا الحقيقي جدا

اشياء نؤجلها .. معك كل الحق في هذه الفقرة .. لكن يبقى سؤال في النهاية هل الانسان مسير ام مخير ؟

المتفائل و المتشائم .. هو انا و انا ايضا .. في بعض الاحيان نتفائل و في احيان اخرى نتشائم .. لكن يبقى ان نتعلم كيف نرضى .. حتى يتحول التشائم الى تفائل

ساعات الانفراد الى النفس .. من اكثر ما اعجبني و لمسني جدا جدا .. لانني ممن يقضون نصف اليوم وحدهم .. تارة في التأمل و اخرى في التفكير و اخريات في العبث الفكري .. لكن كلهم لا افكر الى و انا اضع امامي خالق هذا الكون
فالنسميها لحظات الانفراد مع الله .. فما هي نفسي الى روح الله

و صفحات حياتنا تتغير .. و كما قلتي لن تدخلنا الجنة الا برحمة من الله نتمناها .. و كم كنت اتمنى ان تنتهي حياتي قبل ان تبدأ كي تظل الصفحة بيضاء فلا احاسب .. فما اثقل حساب العبد في معاصية.. رحمنا الله و اياك

و لي رجاء عندك اختي .. بعد اذنك ارجو ان تسمحي لي باخذ جمل من هذا الموضوع لكتابتها على صفحات النت .. طبعا مع ذكر اسم الكاتب حفظا لحقوقك الادبية

و لك تحياتي
دمت بخير سيدتي :)

may يقول...

كلماتك أكثر من رائعة
أتت في وقتها المناسب
/
وصف المتشائم دقيق وعجيب
كأنه سيقدم فيها اختبار !!
;)
/
ساعات الوحدة
حياتنا صفحات بيضاء
وصف رائع جدا
أعجبني وبشدة
/
صباحك ورد وفل وياسمين

الحياة الطيبة يقول...

شكراً لك Book Markعلى الزيارة العزيزة ويسعدني أن البوست أعجبك ,في اجتهاداتنا البسيطة نسعى لتكون حياتنا أفضل وعندما نسلط الضوء على سلبية أو نذكر بشيئ مهم ومُهمل فإننا ننفع أنفسنا قبل الآخرين ,في الأول والآخر نحن جزء واحد وهذه فكرة جدًا مهمة ليحب بعضنا بعضا حبًا خالصاً لله يبتغي فيه ما عند الله ,حياك الله يالغالية .

الحياة الطيبة يقول...

أهلاً بك أحمد في مدونتك ,والإنسان دائما مخير وليس مسير ولأنه مخير هو يُحاسب ,نحن نختار أن نعمل أو نؤجل أو لا نعمل بتاتاً...صدقت ياأحمد أحياناً نكون متفائلين وأحياناً أخرى نحمل قليل من التشاؤم وقوة النفس (الروح ) تستطيع أن تدفع عنك هذا التشاؤم بالرضا .....ما شاء الله أحمد حفظت الدرس.
جيد أن يخصص الإنسان وقت ليختلى بنفسه ليستشف مكانتها عند الله من خلال عمله واجتهاده وهمته وجميل جدًا تعبيرك والذي لفت نظري أننا يوم أن نجلس مع أنفسنا فإننا نجلس مع الله وفي معيته فروحنا جزء من روح الله سبحانه وتعالى ....أنا سعيدة جداً بإضافتك .
أما عن قولك كم أتمنى أن تنتهي حياتي قبل أن تبدأ لتبقى صفحتي بيضاءفلا أُحاسب فلست معك في هذه الجزئية فمهما كانت ذنوبنا ومهما امتلأت بها سجلاتنا إن أخلصنا التوبة منها وأخلصنا الإتجاه لله فإن الله سيبدلها لنا حسنات كبيرة بكبيرة وصغيرة بصغيرة ...لحظة التوبة هذه لو علمت بفرحة الله بك لبادرت بها الآن ...حب الله لعبده لايعادله حب فلا تبحث عمن يحبك ويقبلك مثله سبحانه ...من سيحاسبك هو الله فأبشر بالغفران .
أخي أحمد خذ ما شئت فهي مدونتك ,وحياك الله .

الحياة الطيبة يقول...

يا حيا الله الغالية وصاحبة الفضل ,أطلت حتى ظهرت ,فعلاً لك وحشه فقد اشتقت لمداخلاتك ,شكراً على كلماتك الرقيقة وصبحك المولى بما يسرك ويقر عينك ويفرحك .

may يقول...

عندي مشكلة بالتعليقات
مرات لما أعتمد التعليق واضغط على زر نشر التعليق تعلق الصفحة..
وانطرها مدة مادري وصل والا لا
بعدين اسكر الصفحة واقرر اني ارجع بعدين لما تعتمدين التعليق واشوف وصل تعليقي والا لا...
:/
بعدين انسى ارجع اشوف:(
،،
المهم
صباحك عسل

الحياة الطيبة يقول...

صباح النور مي ,آنا واجهت نفس المشكلة لما كنت أعلق في مدونتك بالذات وبعدين اختفت الحمد لله وكنت أكتب التعليق كم مره لما أتأكد إنه وصل ,يمكن في مشكله بالبلوجر ,إنشاء تختفي من نفسها كأن يكون خلل مؤقت .