الأحد، 27 مايو 2012

إبداء عدم الرضا


عندما تنشأ وأنت تحمل اعتقاد بأنك شخص جيد فإن ذلك الإعتقاد يترسخ لديك وتظل تحمله في نفسك مهما حدث لك ...تنظر لنفسك كشخص له قيمة رفيعة وذات صلة وطيدة بالعالم من حوله ، مانقبلة ونحن صغار كحقيقة يتحول مع الأيام إلى حقيقة ... كلمات الوالدين سواء أكانت داعمة ومشجعة أو محبطة ...لها قدرة على تشكيل شخصية الأبناء .


إبداء عدم الرضا والإنتقاد المُتواصل ،العقاب بأنواعه دون شرح أسبابه يُشعر الطفل بأن هناك ما يسوء في شخصيته  لأنه يعتقد أن الوالدين يعرفان حقيقته فيشعر بينه وبين ذاته أنه  يستحق هذه المعاملة ...لايستحق الحب ، وأنه قليل الأهمية .

غالب المشكلات التي تعترض الناس تمتد جذورها إلى مرحلة الطفولة ...هناك نقص في الحب وهوحاجة أساسية ومهمة  وإلا شعر الطفل بعدم الأمان والخوف والتوتر الداخلي ... الطفل الذي يفتقد الحب قد يسيء السلوك ، يغضب ، يشعر بالإحباط ،إنعدام الطموح ، ضعف التواصل مع الآخرين .

النقد بصوت عال  والعقاب باستمرار والحرمان من الحب أشياء تُلقي الذعر في نفس الطفل  وتُشعره بالضآلة والضعف والعجز عن عمل شيء بصورة جيدة  تبني أمامه حواجز تبرز كلما فكر بالقيام بأمر جديد أو يُشكل تحدي فيشعر بكل المشاعر التي تحول بينه وبين التقدم خطوة ...وهكذا يشعر عندما يواجه صعوبات فيما بعد وكأنه يتذكر العقاب ، النقد الذي ينتظره من والديه .

جذور الخوف من الفشل تكونت من الإنتقاد الهدام في أيام الطفولة وقامت بتثبيت الطفل في مكانه إلى أن أصبح راشد وعلمته كيف يبخس نفسه حقها ، علمته أن لايفكر حتى بالمحاولة إن أراد التقدم ،علمته كيف إن لا يعتقد بقدراته ووضعت أمامه كل المبررات بعدم استطاعته لتحقيق مايريد .... هو يرى رأي والديه فيه بوضوح ويرى النقد رفض .

حرمان الطفل من الحب والقبول يعد أذى نفسي بالغ الأثر إذ يجعل الشخص فيما بعد يناضل في يأس ليكسب رضا الآخرين  فهو يعيد تطبيق علاقة طفولته  بوالديه ( يريد أن يقوم بكل مايريده والديه حتى لا يتوقفان عن حبه ) .


عندما نقول لانستطيع فإننا نعني بأننا نخشى الإخفاق أو الإنتقاد وأننا نرغب في الأمان ......لانرغب في النضال من أجل أهدافنا ، فرصنا ، وما يمكن أن نحققه فنضيع إمكاناتنا .
وحتى نحسن أدائنا علينا أن نتعرف على ملامح صورتنا الذاتية التي تكونت من مفاهيمنا حول أنفسنا و حول قدراتنا والتي تشتمل على خبراتنا وقراراتنا وتجاربنا على أنواعها ،أفكارنا وانفعالاتنا .......ثم نحسنها لتتحسن حياتنا .

ليست هناك تعليقات: