السبت، 15 مايو 2010

إن فعلنا فنحن وهم سواء


هناك لحظات ضاغطة في حياتنا ,كتعرضنا لموقف لم يعجبنا فيه سلوك إنسان فنختار الغضب أو اللوم أو الشعور بالضغط ,عدم الإرتياح ,التوتر ونلوم الغير على شعورنا هذا ....لماذا نلومهم ؟لأننا لا نريد أن نتحمل مسئولية اختياراتنا تلك ,نريد أن نلوم إي إنسان وأي شيئ أو ظرف على تلك الطاقة الموجودة داخلنا والغير محرره مثل الغضب ,اللوم الكراهية ....نقول مثلا أن س من الناس قال أو تصرف بطريقة مرفوضة أو جرح مشاعري أو آلمني أو نظر لي نظرة غير ودودة فشعرت بالغضب ,الضغط ,التوتر .......كل هذه المشاعر لم يسببها لك قول أو سلوك ذلك الشخص ,لقد خرجت تلك المشاعر لك لأنها كانت موجودة هناك في الداخل وتتحين الفرصة للظهور فإن لم تعجبك فغيرها .

صحيح أن هناك أشياءفي حياتنا تسبب الضغط والملل لكن إن اخترنا أن نتعامل معها بغضب فقد اخترنا ردة فعلنا هذه بكامل إرادتنا واخترنا أن تسير حياتنا في هذا الإتجاه ولا دخل للآخرين فيما اخترناه ,لحظة تفكيرنا في ذلك الوقت بالذات تصنع وتحدد نوعية الحياة التي اخترناها فيما إن كانت مريحة أو مسببة للضغط والإجهاد .

دائما نحن نبحث ونجد الأعذار لنبرر عجزنا ونمنع أنفسنا من الإرتقاء بها بترك وعدم الإهتمام بالأمور التي لا تستحق منا ذلك الوقت والجهد المبذول فهي عادة تكون تافهة ونحن من نعطيها حجم أكبر .....نحن غير مسئولين عن سلوك الأخرين إن كان غير مناسب ,نحن غير مسئولين عن الأشياءالغير لائقة و التي يقولونها بمناسبة وحتى في غير مناسبة ....إنها أشياء تكشف عن حقيقتهم ولو عرفوا ذلك ما كشفوها ...لكنها أشياء تحدث وعلينا أن نعيها حتى نستطيع أن نتعامل معها بهدوء ...لا شيئ شخصي أبدا في تلك المواقف ولا شيئ يتعلق بك ,إن عرفت ذلك لن تستطيع أن تؤثر فيك ذلك التأثيرالسلبي أبدا ...أبدا .

لكن كما قلنا إن شعرنا بضغط ,بغضب ,بأي شعور سلبي علينا أن نعترف أنه موجود داخلنا وعلينا أن نغيره ونستبدله بشعور آخر وهذا أمر سهل واحذر مما تفكر به كأن تعتقد مثلا أنك لا تستطيع أن تتخلص من شعورك بالغضب أو والتوتر أو لوم الآخرين .....لقد كوننا عوائق وحواجز وبنينا سدود لنظل في مكاننا دون تطور أو تغير أو تقدم إما لأننا لا نريد أن نعترف بأخطائنا أو لخوفنا من التغيير لأننا نجهل نتائجه أو لأننا لا نريد أ نبذل مجهود أو حتى لأن الوضع الحالي يحقق مكاسب .

الأمر الأسوأ أننا كيفنا أنفسنا لكي لا نجتازها للأسباب السابقة ......مع ذلك فالتغيير يفتح عالم متكامل يظهر بشكل متناسق متوالي ليكتمل في النهاية ويجعل منا أشخاص مختلفين كليا في طريقة تفكيرنا وردود أفعالنا واختيارنا للمشاعر التي نتعامل بها مع الآخرين ونقاء نفوسنا وتخلصنا من كل المشاعر السالبة .

تأكد أن من يتعامل معك بأي نوع من أنواع العنف اللفظي كأن يسيئ لك قولا أو يسخر منك فإنه يعلمك كيف تسيطر على نفسك وتختار ردة الفعل المناسبة لذلك الموقف بالذات ومع الوقت تصبح أستاذ في ضبط النفس والتعامل بعقلانية ....اعتبره سفيه وهو كذلك وإلا ما تعامل مع الآخرين بقلة احترام ,وكما أن الناس درجات في اخلاقهم فلا ترضى بدرجة متدنية ولا تنزل درجة كأن تغضب لنفسك وتتعامل بنفس طريقته .

تذكر أن أكثر ما يثقل ميزان العبد يوم القيامة حسن الخلق ,حياتنا كمسلمين تنقسم لقسمين عبادة ومعاملة وهذه قاعدة مهمة وخطيرة إن تمسكنا بها فزنا في الدارين ....كيف نتعامل مع الله في عباداتنا وكيف نتعامل مع الخلق في أخلاقنا ,أن لا تغرينا إساءتهم بردها لهم فإن فعلنا فنحن وهم سواء وكما يقال لا تقوم معركة إلا من طرفين ,عندما نتعامل مع الآخرين بلين, بسعة صدر, بحلم, بحب ,بتفهم ,بقبول ,بفكر مستنير ,باهتمام وبأن كل إنسان لا يخلو من العيوب ونحن أولهم وأننا نتعامل مع الله في إحساننا لهم وصبرنا عليهم فسنعيش الحياة السعيدة الخالية من الضغوط والمنغصات ,حسن الخلق وقاية من المشاعر السلبية وإلا ما دعانا الله سبحانه وتعالي للتحلي بها وكما قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (إن المؤمن ليصل بحسن خلقة درجة الصائم القائم ) أو كما قال ,هنا حسن الخلق أكمل الدين ,تخيل معي إنسان حقق بحسن خلقة وتعامله مع الناس بأدب جم وكأنه يصوم يومه ويقيم ليلته (صلاة القيام ) أدرك كل هذا الخير .... وهذا حاله كل يوم ,فقط بحسن تعامله مع الآخرين .....هذه النقطة فقط إن غضضنا الطرف عن كل ما سبق وقلناه كافية بأن نتعامل في كل مواقفنا مع الآخرين بحب فقط بحب ولله ...لله, سنحقق الفوز ,الفوز الحقيقي وسنعيش حياتنا بتوازن ليس له نظير أو شبيه .

ليست هناك تعليقات: