الثلاثاء، 1 يناير 2013

تبدأ وتُختم بمحبة



عندما لايعجبنا سلوك معين عند أحد الأبناء فإننا قد نستاء ونوجه نوع من أنواع التأديب  ... والتأديب  هو رد فعل  مليئ بالحب موجه للسلوك الخاطئ الغرض منه والنية التصحيح والتصويب والتقويم والتعديل ...كل منا يقع في الخطأ ...كنا ولا زلنا والمحظوظ منا من يجد له محب يرشده ويلفت نظره لذلك الخطأ ..وأي نصيحة تنبع من مصدر حب فهي تصل لهدفها بسهولة ...قليل من الناس من يستاء عند النصيحة خاصة إذا كانت بين شخصين فقط ...القليل من يستاء ، إذن لم يستاء البعض من النصيحة ...إما لأنها لم تصدر من قلب محب أو أنها صدرت من خلال نية الإساءة ، التقريع ، الإستهزاء ، الغيرة ، التقليل من قدر الطرف الآخر .... والكثير من النصائح الآن تخرج من تلك المشكاة ...ولا داعي للنكران أو المكابرة .


نعود الآن للطفل الذي أخطأ  عندما نقوم مساره بطريقة خالية من المحبة ، مليئة بالقسوة وإماراتها كالصوت العالي والملامح المليئة بالغضب ، الكلمات النابية ، إلغاء دوره أو سماع رأيه والإستماع لأعذاره مهما كانت واهية في نظرنا أو غير  مقنعة ....لن تكون تلك الطريقة مقبولة من جانبه  أو  وسيعتبرها هجوم عُدواني وسيرفضها ويبغضها ويستاء منها .

عندما نبدأ تقويمنا بمحبة علينا أن نختمه بفيض من المحبة والشفقة لتقبله النفس وتُقبل على التصحيح والتصويب برغبة حقيقية ....لأنها عرفت  علو قدرها و قيمتها عند الناصح سواء أب ، معلم ، صديق .


نحن جميعاً نؤثر في الآخرين بطريقة أو بأخرى إما بطريقة محببة  جيدة أو بطريقة سلبية وقلب المحب دوما يكون تأثيره  أكثر إثماراً وإزهاراً وفائدة ....لنا قبل الآخرين  فهذه دار حرث وغداً دار حصاد لذا من المهم جداً أن نحتفظ بمنظور صحيح وموقف ذهني سليم تجاه الآخرين  تخرج منه النصيحة ...أدوارنا التي نلعبها في حياة الآخرين محفوظة ومن العدل مع أنفسنا أن تكون أدوارنا نزيهة .

هناك 4 تعليقات:

شمس النهار يقول...

كل سنه وانتي طيبه وبخير وسعادة

النصيحه الان مرفوضه من الاخر
سواء بحب او من غير

لما تيجي تلفتي نظر حد ولو بهزار علشان توصلي الرساله بطريقه لطيفه
يقولك ماتبطلي تتنططي علينا بمثالياتك الخايبه دي:)

الحياة الطيبة يقول...

شمس النهار هذه حقيقة مؤسفة أن لا تُقبل النصيحة ...لذا تجديننا نقف في نفس المكان لأننا رفضنا خير وحال أفضل ، سرني مرورك ودمت بود .

منصور الفرج يقول...

صراحه تربية الأطفال مهمه صعبه للغاية
كل أب وأم يريدون تصحيح الاخطاء اللي مارسوها أبويهم بالبداية و يطبقون العكس على أولادهم لإحساسهم ان ما فعلوه ابويهم غلط و هنا مصدر مهم لمشكلة التربية بوجهة نظري
و النصيحة من بين تلك المشكلات رغم انه يجب على كل اب وام ان يعرفوا كيفية نصح اولادهم بعيد عن الطريقة اللي هم أخذوا بها النصيحة

//

و لكِ فائق احترامي استاذة

الحياة الطيبة يقول...

منصور الفرج ...نعم تربية الأبناء ليست بالعملية السهلة فيها من المشقة ماالله بها عليم وكلٌ منا يرغب في تفادي الأخطاء التي وقع فيها أبويه وأحياناً يجد نفسه في مواقف عدة يقوم بدور والده مع ذلك يجتهد في أن يقدم أحسن أداء لدور الأب أو الأم ...وتقع الأخطاء ولا أحد معصوم وربما أخطاءنا تذكرنا بأن الكمال لله وحده .
فعلاً النصيحة تصبح مشكلة عندما تُقدم بطريقة جافة أوحتى مباشرة ، النصيحة كالهدية يجب أن تُغلف بعناية واهتمام وتقدم بطريقة جميلة لتفرح بها النفس وتتقبلها .
أخي منصور سعدت بمرورك وإضافتك ، دمت بخير .