الثلاثاء، 17 يوليو 2012

دعوة للتأمل في حال الأُمة

الحقيقة كلمة يتغنى  بحبها الجميع  ، لكنها  ...غير مريحة  للكثير من الناس ، لذا تجنبها  إلا في حالات تقتضي النطق بها .
أحياناً عندما يسألك الحقيقة شخص ما فيما يتعلق برأيك به ، أبرز عيوبه ، ما لاحظته  صدقتني هو لا يريدها  ولا يعني ذلك ، فلا تبوح بها .


ربما يريد أن يسمع منك مايحب  ويرغب في سماعه ، أن كل شيء جيد ،  وأنه مميز لأنه  في الغالب لن يقوى عليها  وإن بدا وكأنه سيقبل بكل ماتصّرح به  .
الحقيقة تُغضب ، تؤلم ، تجرح ، الناس يريدون السراب الذي يجرون وراءه فإن قدمت لهم مايريدون رضوا وإن طرحت الحقيقة أمامهم صرت جلف وصلف  ولا تهتم بمشاعرهم .


الحقيقة جميلة  ... متى ؟ عندما تصفوا النوايا ، عندما يكون الصدق هو العملة التي نتعامل بها ، عندما يجمعنا حب  حقيقي استُؤصلت منه نوازعنا الدنيوية  ....حتى أنها لما تشرق تقبلها النفوس  وتبدأ في الإصلاح .

المرآة تعكس حقيقة  مادية  وكل إنسان عندما ينظر لنفسه في المرآة  فإنه يرى صورته الحقيقية أما مميزاته وعيوبه  ، فضائلة ونقائصه فإنها  تتوراى من أمام المرآة  لتبدو واضحة له ....عندما يجلس مع نفسه ساعة صفا ...ولا يحتاج لأن يعرفها من الغير  ، يستطيع أن يقرأها و يراها  بوضوح عندما يتفقد ...حال قلبه ...رضاه أو سخطه وما يحدث فيه عندما يُعاين   أحواله  ، أفعاله .


في وقتنا هذا صارت الحقيقة عزيزة لا لأننا لم نبوح بها بل لأن الناس لم يعودوا يريدونها ...من يتفوه بها يُعد ساذج .
صاروا يعشقون الزيف والمجاملات والنفاق والكثير من التمثيل وصارت في دنيانا من أكثر البضائع رواجاً ... الأقنعة .
فلاعجب أنهم لايرغبون بها ربما لأنها جامدة  هكذا يُقال عنها ... وأحياناً صادمة لدرجة أنها تنتشلك من الغفلة ، حسناً قد يقول البعض هذا جيد ...كلا ليس جيداً أبداً ، قد تسأل لم ؟  لم ؟ لأن الناس الآن يريدون أن ينسوا واقعهم ، يهربوا من تحدياتهم ومشاكلهم ، يرغبون بتمضية جُل أوقاتهم بالتسكع  والتجول هنا وهناك ، فإن سألوك الحقيقة فهم يقصدون الوجه الآخر لها الملائم لكل الأوقات والمناسبات والأحوال ...تسعد ولا تُؤلم ،هم يسألونك المرونة فيما يناسبهم ....فكن مرن ، كن كما يريدون فيما يخصهم  ، الحقيقة ...كل الحقيقة بين يديهم وأمامهم ، إن رغبوا برؤيتها ...رغبة حقيقية .


بلغنا من الزيف درجة تأخذ بيدنا للوجه الآخر من الحقيقة ... أي وجه ؟
إنه الكذب .

كنا نعد الكذب شيء مُشين  ومن النقائص وصرنا نرى الكهول يكذبون  .....في السياسة ، في التجارة ،في الإعلام ، وعند  بعض علماء الدين وهذا أخطر أنواع الكذب ....  أن تضل أُمة على يد من تظنه عالم دين .
لاينقصنا إلا أن نعلم  الكذب في المدارس .
إنها دعوة للتأمل في حال الأُمة .... التي لم تعد ترغب في سماع الحقيقة .



  
 



ليست هناك تعليقات: