السبت، 26 سبتمبر 2009

قد غلف تصرفه بالذكاء والمهارة


إن التحقير من شأن الآخرين يؤدي إلى التقدير المتدني للذات .......هل تتذكر زملاء الدراسة المتنمرون ,قد كبروا الآن وعندما تتعامل مع أحدهم يوما سترى أنه لم يتغير ليصبح شيئا آخر ,إنه ما زال يحمل صفة التنمر والسيطرة على الآخرين من خلال تحقيره لهم ...الفارق الوحيد أنه غلف تصرفه هذا بالذكاء والمهارة .
قد يحقر من شأن الآخرين عن طريق جرح مشاعرهم أو يوجه نظرات ناطقة أو يتمتم بكلمات لن تفهمها لأنك لم تسمعها أو تميزها .
لذا نجد أن ديننا الإسلامي نهى عن إلحاق الأذى بالآخرين بهذه الطريقة .
الله سبحانه وتعالى حفظ للإنسان إنسانيته وكرامته وحرم التعدي بكل أشكاله .إن المحقر من شأن الآخرين يشعر بالدونية لذلك هو يجر الطرف الآخر لذلك الشعور السلبي الذي يشعر به هو ,قد يتظاهر بحبه لشيء أنت تفخر به ثم يلمح لك بعد فترة بتلميحات سلبية عنه ,يبحث عن معتقداتك ,عن ذاتك ونقاط ضعفك ثم يستغلها عندما تكون ضعيف وهش ,يبرز لك عيوبك ونقائصك ويظل يركز عليها ويذكرها مرارا
إلى أن تشعر أنها كبيرة وضخمة ,يستغل كل ما تقوله عن نفسك ضدك فيحطم ويحقر أجمل صفاتك ويضخم الصفة التى لا تحبها في نفسك ...ليقلل من شأنك ولتشعر بالسوء ,الذنب حيال ذاتك .
قد يحبك وقد يرغب بصداقتك ....لكن بشروطه ....أن تكون تابع له .
إن كشفت أساليبه وتحدثت عنه فإنك ستشعر بالذنب لأنك ذكرته بالسوء .....ربما لأن له أساليب تجعلك تصدق أحيانا أنه يحبك وأنك ظلمته وهذا أيضا مؤلم للذات .
عندما يشعر أنك كشفت أساليبه فإنه يعتذر ويمتنع عن سلوكه لفترة ....لكنه سيعاود الكرة .
قد يكون المحقر من شأن الآخرين هدفه السيطرة لكن قدرته على التدمير كبيرة ,صاحب منطق ,يعد ولا يفي ,يطلب الثقة بينما هو لا يهتم لشأنك ,جانب الإنسانية لديه ضعيف فهو يهدف إلى السلطة حتى وإن أساء استخدامها أو سحقك أو أنحاك عن طريقة ليننالها ,حاجته للسيطرة حاجة مرضية ,يحب أن يمثل دور الصديق الصدوق ...هو دور مفضل لديه رغم أنه يشوه صورتك أمام الآخرين ...قد يستغل أي معلومة قد أسررت له بها عندما كنت تغسل قلبك من الهموم ......فهو خير من ينصت لك بحب ......ببساطة هو يبحث عن عثراتك ...لتفاجأبسلوك تعجز عن مواجهته ..هنا يكون قد حقق هدفه واجتذبك للأسفل ...فهل ينتهي عند هذا الحد ...كلا سيواسيك ويعود لألاعيبه من جديد .
فمن أساليبه أن يضعك في حالة شك دائم ,يتصرف معك بحب وتفهم إلى أبعد الحود وعندما تثق به فجأة وبدون سابق إنذار
يدخل الشك في نفسك ,قد ينقدك ,قد يلقي تلميحات ,قد يغضب ....عنده تسأل نفسك :ماذا حدث ؟قد كان كل شيء على ما يرام ؟
كل شيء كان على ما يرام عندك ....وليس عنده ... صحيح أن تصرفه يجعلك تشك في نفسك وأن الخطأ بدر منك .......لكن الحقيقة هي أنه صاحب أخلاق رديئة وخطؤك الوحيد أنك لم تنأى بنفسك عنه .
عرف عن صالح أنه منتقد على الدوام ,لديه موهبه فذه في الحط من شأن الآخرين عن طريق المزاح والسخريه ...أحيانا تكون لاذعة ,يهاجم بطريقة يشعر معها الطرف الىخر بعدم الأهمية وقلة المعرفة والخبرة ...تعود الكل أن يجاريه أحيانا يبتسمون وأحيانا يكتفون بالصمت ,وعندما يردون بطريقة تجاري طريقته فسرعان ما يفحمهم نظرا لخبرته ...لذا هم في معظم أحوالهم يبتسمون ليس عن قناعة لكن من باب وضع حد اسخريته ,يقول ما يدور في عقله فورا دون تحفظ أو احترام للطرف الآخر .
عندما تجلس معه على إنفراد وتسأله لم أحرجت شخص ما ؟يكون رده بأنه قصد من وراء سلوكه هذا اهتمام الطرغ الآخر بنقيصة وعليه إصلاحها ......لا يرىفي سلوكه عدوانيه لفظيه أبدا ,أصبح خبير في الوصول والتعرف على نقاط ضعف الآخرين ويغفل تماما عن نقاط ضعفه .
هو فعلا لا يرغب في سماع أي شيء إيجابي عن أي إنسان .....لا أدري لم يضايقه ذلك ويذكر صفه سيئة أو موقف لم يعجبه عن نفس هذا الإنسان ,يرى نفسه على صواب دائما والآخرين بحاجة لنقده ,هو في الحقيقة فاقد للحب والإهتمام وذلك ما جعله سلبي ولا يذكر أو يرى إلا السلب ,لا يمنح نفسه التقدير والثناء ولا يسمح حتى للآخرين أن يثنوا عليه فإن أثنيت على صفة أو عمل جيد قام به يرد بتهكم فهو لا يعترف
أو يقبل في حقيقة أنه إنسان جيد ,إن قدم المساعدة فإنه يقدمها على مضض .
هو بحاجة للحب والشعور بالأهمية ...بحاجة لمن يساعده على أن يرى مدى جمال روحه .....هو في حقيقته جيد وليس مثل ما سبق وذكرناه من أصحاب الطباع السيئه ....هو فقط يحب النقد بطريقة المزح رغبة منه في لفت الإنتباه , هو بحاجة للحب بحاجة للفت النظر له ,يرغب في أن يشعر بأنه مهم لذا وقد أكون مخطئة هو يعوض حاجته تلك بالسخريه وكانه يقول أنا هنا ....إنه فقط أضاع الطريقة التي توصله للحصول على الإهتمام ,كان عليه أن يهتم بنفسه ويتعرف على إمكاناته ويعرف نقاط قوته ,بحاجة لأن يحب نفسه ويثق بها ,هو يملك الكثير من الصفات الجيدة ,فإن لم يحصل على الإهتمام ويرغب به حقا ,عليه أن يهتم هو بالآخرين وسيفاجأ بأن هذا الأسلوب أفضل بكثير من اسلوب الإستهزاء والسخرية ........إن رغب حقا بذلك عليه أولا أن يعترف أن لديه مشكلة ....اعترافه يختصر عليه نصف الطريق للتخلص من هذه الصفة المسيئة للآخرين والمسيئه له أيضا ,إن كانت لنا أخطاء ونقائص فالسخرية ليست طريقة لحلها وأما نتائجها فعكسية ومدمرة .

هناك تعليقان (2):

Q8~Touch يقول...

احسنتِ بارك الله فيج ...
فعلاً .. يحتاج الانسان احياناً الى التقدير والاستحسان
ليصل الى نقاط الابداع .. و فهم الذات في نفسه و ذاته .. يحتاج الى التحفيز من قبل الآخرين وعدم التحقير و استصغار افكاره او منطقه او كلماته مهما كانت بالنسبه للطرف الاخر صغيره او بسيطه او سحطيه وذلك .. ليطعّم بـ الثقة ومنها الى الابداع والوصول .. و دائما ما تكون البدايه و المواجهة .. هي الاصعاب و ما بعد ذلك هو بدايات طعم ونكهات النجاح و من بعدها الفخر .. بالذات و الوصول

شكرا لتلك الاطروحات .. الجميله التي فعلاً نحتاجها .. و نحتاج تلك الدروس في الحياة و التوجيهات ..

وضروري اتابع المدونه .. من اولها ان شاءالله :)

الحياة الطيبة يقول...

أسعدني تعليقك على موضوع قد غلف تصرفه بالذكاء والمهارة ,أسعدني أكثر رغبتك في الإطلاع على المدونه .اسمحي لي أن أقول أنك صاحبة ذوق رفيع .
أشكرك