كل منا أخذ التفرد الذي ولد به , وكنا نحاول في طفولتنا أن نخفيه حتى لا نبدو مختلفين ,لطالما رغبنا أن نكون مثل الآخرين اعتقادا منا أن الإختلاف شيء غير جيد أو محرج .
لكن عندما كبرنا شعرنا بالإرتياح وقبلنا ذاتنا المتميزة والمختلفة عن الآخرين ,فليس ضروري أن يكون لدينا عدد كبير من الأصدقاء أو أن نخرج كل يوم أو حتى نسافر في كل إجازة ,أو أن تكون لنا اهتمامات كالآخرين في أي جانب من جوانب الحياة .
قالت محدثتي :لطالما كنت إنسانه مختلفة هادئة لدرجة أنني في أغلب أوقاتي أكون غير مرئية ,قليلة الخروج ,مستمعة أكثر من كوني متحدثة شديدة الملاحظة ,قليلة النشاط البدني محبة للقراءة في معظم المجالات ,صديقة دائمة للمكتبة , حبي للكتاب ...أي كتاب يجعلني أنفرد به ليأخذ إن شاء كل وقتي ,أقرأه بحب وسعادة لا توصف وأنهي أكبر مجلد بعدة أيام وكأني ملزمة بإنهائه ,تعجبني الكلمات الرشيقة ,الملونة ,المعبرة بصورة ملفته,أحب أن أكتشف شخصية الكاتب وتوجهه ومستوى كتابته ,أندمج مع الكتب أكثر من إندماجي مع الآخرين ......ظننت أني سأتغير عندما أكبر ...لكنني لم أتغير ,وعرفت أن أسلوب حياتي الذي عشت فيه عندما كنت طفلة لم ولن يتغير ما عشت ,عرفت أنه أسلوب يناسبني تماما ,قبلت ذاتي واختلافي وأدركت أن الإختلاف والتفرد والتميز شيء طبيعي وأساسي وليس شيء غير جيد وأن الشعور بالإحراج لم يكن في مكانه .....انتهى
قد شعرنا بالإحراج من اختلافنا عندما كنا صغار لقلة خبرتنا في الحياة ,اختلافنا يوضح ويظهر حقبقتنا وما نملكه لنقدمه للآخرين, في اختلافنا سر وجمال تميزنا ,اختلافنا يضيف ألوان جديدة للوحة الحياة .
كلما عرفت ذاتك وفهمتها وقبلتها كلما أصبحت قادر على التعلم من أخطائك بدلا من المكابرة وتبريرها أو التغاضي عنها .
أحيانا أتفوه بكلمات تسيء إلى أناس أحبهم كثيرا لكنها قد خرجت فعلا دون قصد ,رغم معرفتي بأمور كثيرة إلا إنها أمور تتكرر معي ,...فهمي لذاتي يجعلني أعي بأخطائي ... أي سلوك هدام, أو لا يليق ,علينا مواجهته والإنتباه له لنساعد أنفسنافي التخلص منه ولنكون أكثر مصداقية وثقة أمام أنفسنا أولا قبل الآخرين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق