السبت، 10 أكتوبر 2009

اختيار لا يترك للصدفة


غريب فعلا ذلك الكم من الناس الذين لا يمنحون علاقات طويلة مثل علاقة الزواج الوقت والتفكير الكافي عند اختيار الطرف الآخر وقبل الإرتباط ,إنهم يقدمون على تجربة الزواج بسرعة قياسية مدفوعين بأهل كل منهما والذين يصرون على أن يتم كل شيء دون التأكد من جوانب شخصية كلا الطرفين ومدى توافقهما باعتبار أن كل ذلك غير ضروري وسيتم بعد الزواج ,يكتفون بأسئلة سطحية أغلبها مادية ولا تكشف عن جوانب أكثر أهمية لنجاح تلك العلاقة .

اختيارك لشريك حياتك يجب أن لا يترك للصدفة لأنك عندما تختار فأنت ستكون مسئول عن كل يوم تقضيه معه ي,يستطيع هذا الإنسان أن يجلب لك السعادة إذا توافق معك أو يجلب لك التعاسة إن لم يتوافق وينسجم .

إن أردت أن تشارك شخص ما في مشروع تجاري فإنك تدرس هذا الشخص دراسة شاملة حتى تطمئن من كفاءته وأمانته (على مالك ),لكن أن تتزوج فهذه مسألة تتطلب منك وباعتقادك فقط الإتفاق على أن تكون الإجراءات سريعة وتبذل أقصى جهدك في تقريب وجهات النظر بين الأسرتين في أضيق الحدود ,تنشغلان بالمجاملات والتجاوزات وحساب بسيط للتكاليف المادية .

عند المقارنة بين المشروع التجاري والزواج ....إن لاحظت تجد أن مالك أغلى من نفسك وراحتك وسعادتك .

وبعد الزواج تكون محظوظ إن جاءت بعض الأمور على هواك .....بالتالي تكون فرص نجاحك ضئيلة ,الكثير من الزيجات إن لم تفشل علنا فإنها فاشلة سرا ونستثني من كل ذلك الزواج القائم على أساس الدين فهو بإذن الله ناجح .

على الرغم من أن الزوجين يسعيان للتوافق في أول حياتهما إلاأنهما في الحقيقة لا يعرفان سمات هذا التوافق فهما لا يعرفان بعضهما ,قد يختلفان كليا في الطباع ,قد لا يناسب أحدهما الآخر ,قد يتفاجأ أحدهما بأطباع لا يستطيع أن يتكيف معها ,مع الوقت يجدان أنهما ملزمان بهذه العلاقة بصورة قسرية واندمجا بحيث يتعذر عليهما التراجع أو الخروج منها دون أن يلوم أحدهما الآخر ,قد تكون هناك تسوية غير مرضية (الطلاق)إن توفرت لديهما الشجاعة لإصلاح وضع خطأ ,هي خطوة صعبة إنما معظم الأزواج يصمتون على مضض مدركين أن الأوان قد فات على اتخاذ هذة الخطوة وهذا القرار .

مهم جدا أن تعرف ما ترغب به ويناسبك ,ماالذي تبحث عنه في شريكة / شريك حياتك ,وماهي الجوانب التي تبحث عنها لتكون مكملة لما لديك وتتوافق مع ما تؤمن به وتراه أساسي بالنسبة لك لبناء أسرة سعيدة ,ما السمات التي ترغبها في الشخصية المنشودة ؟كل ذلك يجب أن

يكون واضح لك عند اختيارك .

طريق الحياة طويل ويتطلب إنسان يقف معك بصدق واخلاص في مواجهة تحدياتها ,إنسان يمدك بالشجاعة عندما تحتاجها ,إنسان يكون مخلص مع الله في هذه العلاقة قبل أن يكون مخلص معك .

تأكد أن إخلاصك مع نفسك عند الإختيار وإخلاصه معك لصحة اختيارك ستكون ثمرته بإذن الله أبناء يحملون نفس الصفات وتكون هذه مكافأتكما من الله .
لا شيء في هذه الدنيا يعدل أن تكون لك زوجة صالحة أو تكون أنت بنفسك زوجا صالحا ,أحيانا تخدعنا المظاهر فنتنازل عن بعض مطالبنا
ونظن أننا نستطيع أن نغير الإنسان الذي اخترناه ......أتدري ماذا يشبه هذا التصرف ؟
إنه يشبه تصرفك عندما تذهب للسوق لتشتري شيئا ما... قطعة أثاث ,جهاز ...واشتريت شيئا ليس ما تريد بالضبط لكنه مختلف قليلا
وفكرت أنك إن أخذته للبيت سوف تعدله وتغير لونه ليتطابق مع رغبتك قبل رحلة التسوق تلك ..........إن السوق مليء بما تريد ,فلم التسرع سوف يظل ما اخترته على ما هو عليه ,لن يتغير وفق ما تريد لأنك لن تستطيع أن تغيره ,بالتالي هو في النهاية لن يعجبك .
عادة الناس يقاومون رغبة غيرهم في تغييرهم ,أتدري ما الرسالة التي تبعثها لهم عندما تحاول أن تغيرهم ؟...شخصيتكم لا تعجبني .
مع الوقت يشعر كلا الطرفين بالإحباط .
عموما إن كنت شخص يحب الإعتناء بالآخرين ويرعاهم سينجذب لك شخص يحتاج للرعاية ,إننا نقيم علاقات مع أشخاص تتكامل رؤيتهم
للعالم مع رؤيتنا ,المهم أن تختار الشخص المناسب وكف عن التسرع .
أحيانا يشعر الشخص أنه مجبرعلى البحث عن علاقة تشبه تلك العلاقة التي عاشها مع والديه وأحيانا يشعر أنه مجبر على البحث عن شيء مختلف تماما ,شيء لم يحصل عليه من والديه .
نحن نستطيع أن نتحكم في أفكارنا وأفعالنا إلى حد ما إلا أننا لا نستطيع أن نتحكم بالآخرين أو نشكلهم على هوانا .
يجب أن تتفهم وجهة نظر الشخص الآخر حتى إن لم تتفق معه ,تفهمك لرأيه أقرب طريق للتواصل ,لاحظ الأشياء التي تعجبه فيك وتأكد أن هذه الأشياء هي التي تشكل أهمية بالنسبه له ,حاول أن تعطيها مساحة أكبر من تفكيرك واهتمامك لأنها تعني لديه الكثير .
حياة الإنسان تنتهي عندما ينتهي طموحه ...ما هو مستوى طموحك في علاقاتك ؟ هل تبحث وتطور أفضل ما هو متاح ؟
عندما تقررأن ترتبط اسأل نفسك :ماذا أريد من هذه العلاقة ؟ ما هو مستوى طموحي في تنميتها وإنجاحها ؟...هذا السؤال هو أساس كل علاقة جيدة ,مستمرة تكون صورة واضحه عما تريد.
قل أريد زوجة هادئة مرنة ولا تقل لا أريد زوجة متعجرفة سليطة اللسان باردة المشاعر ,لأنك إن فكرت بالطريقة الثانية تأكد أنك ستجذب لك زوجة تحمل كل الصفات التي لا تريدها بل وأكثر ....لأنك فكرت بما لا تريد ولم تفكر بما تريد ,ما تفكر به تركز عليه وتجذبه لك .
عندما تقول لا أريد زوجة متكبرة فإن العقل ينسى (لا)ويسمع الجملة التالية بوضوح ويكررها (أريد زوجة متكبرة),إن طريقتنا في التفكير تحدد ما سنحصل عليه .
عندما تقول لطفلك لا تخرج من المنزل اليوم ,لا تهمل واجبك ,لا تقسوعلى أختك فإن عقله يلغي لا ويكمل هذه الجمل ....هذه الطريقة في الحقيقة لا تعطيه تعليمات بأن يكون ولد صالح أبدا إنها تعطيه تعليمات بأن يكون ولد سيء .
عندما تسأل نفسك :هل الحب شيء ممكن حدوثه فإنه تشكيك بأن الحب موجود بالتالي لن تحصل عليه .
ما مدى أهمية مظهر شريكة حياتي ؟إن هذا السؤال يجعلك تلقي أهمية كبيرة على مظهر شريكة حياتك في كل يوم وفي كل الأحوال .
هل من الممكن أن ألتقي بشخص يناسبني ؟هذا سؤال يجعل إلتقائي بذلك الشخص شبه مستحيل .
عندما تسأل :هل يتقبل أفراد أسرتي الشخص الذي اخترته ؟ثق أن عدد لا بأس به منهم سيرفضه ....هذا ما جلبته لنفسك بتفكيرك .
هل أستطيع أن أسعد زوجتي ؟إنه سؤال جيد يجعلك حائر ,فاشل ,مترددلا تستطيع فعلا أن تجعل زوجتك سعيدة مع أنك قادر على ذلك ...لكنك قيدت قدرتك بيدك ,بطريقة تفكيرك .
أما عندما تسأل :هل سيتكيف شريكي مع مزاجي المتقلب ؟فهذا توقع لأسوأما يمكن حدوثه ...لأنه لن يتكيف مع حالتك المزاجية أبدا فأنت ستجهده معك بتوقعتقلب المزاج بل إنك ستتفنن في تقلبك المزاجي بالتالي هو لن يتحمل كل ذلك .
الآن السؤال المثالي الذي يجعلك تحظى بعلاقة ناجحة (كيف أخرج أحسن وأفضل ما فيني لشريكي ؟).
حاول أن تعرف قيم الشخص الآخر ,ساعده على تحقيقها ,إن الوقت والاهتمام أثمن من المال ,الشخص الآخر لن يحكم عليك من منطلق
نواياك إنما من خلال سلوكك .
أحيانا نشعر أننا نملك ازدواجية في المعايير حيث أننا نحمل نوايا طيبة لكن سلوكنا بحاجة للتعديل ...ومع كل ذلك نحن نحكم على الآخرين بملاحظة سلوكهم ...لماذا؟ لأن نواياهم في قلوبهم ونحن لا نملك الإطلاع عليها ....نحن نلاحظ السلوك فقط لذا علينا أن لا نحكم عليهم من خلاله ,ولا نأخذ المسألة وكأنها شيء شخصي ,نلومهم ونسيء فهمهم أو نصطدم بهم ....الشيء الأكيد في هذه النقطة أنهم لم يقصدوا أن يسببوا لنا الألم ,في كل الأحوال علينا أن نتعلم ألا نحكم على السلوك أو النية ,الأفضل أن نفترض حسن النية .
حتى تكون منصف ولتقلل الضغط على نفسك اعتبر أي سلوك خاطئ من الغير أنه غير مقصود أو قل خطأ في التعبير ........ولتتوضح الصورة أكثر تذكر عندما أسأت لغيرك دون قصد منك بالإساءة.... بكلمة كأن تكون زلة لسان أو عبت تصرف ما وكان الطرف الآخر يتصرف نفس الشيء أو تكلمت عن صفة وهو يحمل نفس الصفة مع أنك تحبة ولم تقصد الكلام عنه وأخذ منك موقف ,كما تحب أن يعذرك الناس على هذه الزلات الغير مقصودة اعذرهم واعبرها غير مقصودة .
في أي سلوك لك اهتم بنواياك مثلا :إذا أردت أن تهدي شريكتك هدية ما .....ما هي نيتك من وراء هذه الهدية ؟هل تقصد أن تدخل الفرحة إلى نفسها ؟أم أنك تريد خدمة في المقابل ؟ وذلك ينطبق على أي شخص آخر ,إذا كانت إجابتك الثانية فثق أنها ستشعربشك ما ...بأنك تستغلها وستتأكد من هذا الشعور عندما تطلب منها هذه االخدمة مستقبلا ويتحول الشك إلى يقين ,سترتبط هديتك بشعور آخر غير طيب ...شعور يحمل نوع من الغضب .
النية شيء ضروري لتحسين العلاقات فعندما تنتقد سلوك شخص ما ,ما هي نيتك ؟هل تقصد أن تصلح خطأ أم تشعره بالتعاسة ,الاحراج ,الذنب ,تأنيب الضمير ؟لأن النية إن كانت فقط لتشعره بالذنب أو وخز الضمير فإنك لن تبني أرضية أخلاقية عالية ولن تتوافق معه ولن تحصل على نتيجة طيبة ..أنت فقط تباعد المسافة بينكما ....أنت من يشكل العلاقة التي تطمح لها ,تلائمك وتريحك وتحمل
بين دفتيها كل طموحاتك ,استنبط نوايا مختلفة من أي فعل .....لكن لا تفترض في أي منها سوء نية .
نحن جميعا لدينا وجهان كالعملة تماما أحدهما خاص والآخر عام ,ونخطئ عندما نتوقع أن نعرف الدوافع الداخلية للآخرين من خلال الأفعال الظاهرة معتمدين على ظنوننا وأغلبها سيئة ومفترضين سوء النية .
مالذي يوضح الدوافع الداخلية ؟إنها الأسئلة ,نستفسر ونتواصل لنحقق أرضية مشتركة وسليمة .
إن حدث ما لا نحب لا نلوم الطرف الآخر لأن الأمور أحيانا تحدث بهذه الطريقة ...دون أن يكون هناك شخص ملام ,أحيانا يتولد شعور بين شخصين مثل عدم الارتياح ,كآبة ,تعاسة ,حزن دون أن يكون أي طرف منهما متسبب به .
عندما تتجاوز الموقف الغير مريح اعتبر ما حدث ماضي وكما يقال اسمح للتاريخ أن يصبح تاريخ ....نحن نستفيد من تاريخنا الطريقة التي تعاملنا بها مع التحديات لنكتسب بها مهارة .
لا توجد أي علاقة إنسانية دون خلافات وأفضل العلاقات تلك التي يكون فيها الطرفان قادران على التعبير عن اختلافاتهما واحترامهما لبعضهما في نفس الوقت ,الاختلاف أيضا يعطي الحياة للعلاقة ,الطريقة التي تتعامل بها مع أي خلاف أهم من نوع الحياة التي تعيشها مع شريكك ,تجاهل أي مشكله لا يعني أنها غيرموجودة ولن تتأثر بنتائجها ,أيا كان نوع الخلاف فإنه يقوم دائما على عدم تفهم وجهة النظر الأخرى ,والمنطق هو السبيل لتسوية الخلاف ,عندما تعاقب الطرف الآخر بالصمت فلن تجد الحل .

ليست هناك تعليقات: