عندما نهتم أكثر بالكلمات التي نستخدمها أثناء تواصلنا ,عندما لا تقذف بها للخارج كردود أفعال تلقائية دون تفكير سيكون لتواصلنا معنى آخر ووظيفة محددة تقرب أكثر مما تبعد , علينا أن نفهم أن الطريقة التي نتكلم بها بتأني وتفكير تشبه إلى حد كبير كوننا ننتقي مادة جيدة للبناء ,أو نعيد صياغة معدن ثمين , من أهم ثمارها أنها تجعلنا نتخلص من أنماط قديمة لم تساعدنا في فهم أنفسنا أو الآخرين , طريقة نعبر بها عن أنفسنا ,نغلف بها حبنا واهتمامنا وتعاطفنا واحترامنا للآخرين ,مما يعزز الرغبة المتبادلة في العطاء .
في حواراتنا علينا أن نتعلم أن نصغي للمشاعر ,نعبر عن حاجاتنا بوضوح ,علينا أن نتقبل بعض الردود والتي قد لا تعجبنا ولا نريد أن نسمعها ...مع ذلك نسمعها لآخر كلمة ونقبلها إن كانت تصلح شيء فينا قد عمدنا على إنكاره ,أحيانا عندما نشعر بالإحباط أثناء تعاملنا مع شخص ما ,علينا أن نكتشف ما الشيئ الذي نحتاجه من ذلك الموقف ,هل نحن بحاجة للصبر ,التأني ,الإنسجام ,فهم حاجات الآخرين .
عندما نطلق أحكام على الآخرين فنقول مثلا (مشكلتك أنك مخادع ),(متكبر),(متناقض).......عندما نلوم , عندما نهين ,نحقر ,ننتقد بقوة ,نقارن ,فإننا نقطع طرق التواصل ونعرقلها ....لا يجب أن نصنف الناس إلى شرير وطيب حسب سلوكه ,ليس هناك إنسان شرير بالكامل ,لا بد أن يحمل داخله قدر كبير من الخير ,لم نعطيه مجال كافي لأن يظهره ,هل نصنف أنفسنا إلى (شرير وطيب؟) لنا أخطائنا وزلاتنا .....أخطائنا لا تدل على أننا سيئين فلم قد نحكم على الآخرين بأحكام وصفات لا نقبلها على أنفسنا ....ولا هم يقبلوها ,هناك فرق بين أن أتصرف بأنانية وبين أن أكون أناني ,نحن عادة نحكم على الآخرين تأثرا بإحتياجاتنا ,قد نرغب بالمزيد من الإهتمام فلا نجده فنحكم على الطرف الآخر بأنه مهمل أو أناني ,فبدلا من نقده علينا أن نثني على أي بادرة حتى وإن كانت صغيرة يثبت فيها أنه مهتم بنا ,العنف اللفظي لا يخدمنا بشيئ ,سيجعل مشاعر الود تخبو شيئا فشيئا ,فالآخرين يدفعون الثمن من عواطفهم ومشاعرهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق