عندما تختلف مع أحد أو تنهي علاقتك معه فإنك تقول (ليس بيننا أرضية مشتركة )كلنا نحتاج أن نكون على صواب حتى وإن لم نكن ,جدالنا المستمر مع من نحبهم يجعلنا نظن أن هذا أمر لن ينتهي وهذا غير صحيح فكل شيء له نهاية وفكرة أن شيء ما لا نهاية له تزيد من شعورنا بالضغط وتضخم ردة فعلنا ,,أوقات الصراع هي أوقات عصيبة نكون فيها غاضبين محبطين متألمين لا نسمع إلا أصواتنا ولا نسمح بدخول أفكار غير أفكارنا ,هذا العنف الفكري والتوتر وتشوش الأفكار المزدحمة واندفاع المشاعر نكون فيه بعيدين تماما عن التآلف والأمان والطمأنينة فنحمل كم من المشاعر السلبية للشخص الآخر بما يكفي أن ننحيه هو وأفكاره خارج موضوع تقبلنا وحتى القليل من إهتمامنا ونرفض أن نعطيه مساحة يطرح بها صحة موقفه ويدافع عن نفسه .....ليس هناك أي إستثناء .....أي استثناء على الإطلاق .
عندما نختلف قد لا تكون بيننا أشياء مشتركة حاليا لكن ...قد كانت بيننا خلفيات مشتركة ,هذه الخلفيات تشفع له وتجعل من حقه علينا أن ننصت له ونعطيه من الوقت ما يحتاجه ,على الرغم من اختلافنا فيما بيننا يجب أن يظل كل منا يهتم بالآخر ويعذره لنقطة مهمة ,وهي: إن كنت مشوشا أو مضطرب أو خائف أو حتى غير شاعر بالآمان فإن الطرف الآخر قد يعاني من نفس الأشياء ....فعليك أن تعذره وتقدر درجة ضعفه وتحتويه مثلما كنت راغب في أن يحتويك ويقدر ضعفك .
أي صراع خارجي صادر عن ألم داخلى ,لذا إن أساء إنسان ما التصرف فهو لا يقصد أن يكون عدائي ....إنه فقط يطلب المساعدة والإحتواء والإهتمام وقليل من الحب ,لا أحد يحب أن يكون تعيس ,الكل يطمح للسعادة مع ذلك القليل منا يحققها ,ربما لأننا نظن أننا لكي نكون سعداء يجب أن يعاملنا الآخرين بلطف بحب ,وهذا غير صحيح وإن كان شيء جميل أن نتلقى معاملة لطيفة ,وتظل الحقيقة أن السعادة الحقيقية تنبع من داخل قلوبنا المتعلقة بالله ....تحب لله وتعمل لله ..تشعر بالسعادة وتهبها للآخرين بحب ولا تنتظر أن تقدم لها .
بدلا من أن تنظر لألمك وتركز عليه عند الإختلاف وتتمسك بموقفك الدفاعي وتعاني من آثاره ,انظر إلى آلآم الناس لتتقبل كل تصرفاتهم وتقبل الموقف كاملا فأنت تفهم حقيقة أن سلوكهم الفض نابع من ألمهم ..فتسامحهم و تعذرهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق