نحن عادة نستخدم مخزوننا الكبير من الكلمات في وصف الآخرين وتصنيفهم أكثر مما نستخدمه في وصف شعورنا وحالاتنا العاطفية بشيئ من التفصيل ...نحن عادة لا نتكلم عن مشاعرنا ونعتبر أن ذلك شيء ربما غير مقبول أو شيئ خاص لا يجب التحدث عنه بإسهاب أو انفتاح .....نحن عادة لا نتلقى سؤال محدد وهو (كيف تشعر؟) ...لا نسمع ذلك السؤال المهم ,أحيانا تكون مشاعرنا قوية وأحيانا رقيقة حساسة وأحيانا تكون بين هاتين الحالتين .أحيانا نعرف نوع مشاعرنا وأحيانا لا نستطيع أن نميز بينها فهناك فواصل دقيقة بينها .
من قد يهتم بالمشاعر في عالمنا الذي يكاد يغوص في الماديات ...حتى وإن اهتم بها فيكون اهتمامه لفترة محدودة ليعود بعدها ويتصرف كالآلة وليعود ذلك الجدار بيننا للظهور ...... قد نرى أن المشاعرأشياء أقل أهمية من الطريقة الصحيحة في التفكير ,لذا فمن الواضح أننا أثناء خوضنا غمار الحياة تعودنا على أن يوجهنا الآخرون (ما الذي يعتقده الآخرون عن أقوالنا وأفعالنا ) بدلا من أن نكون على علاقة وصلة بمشاعرنا وذاتنا (ما الذي نراه جيد في أقوالنا وأفعالنا ,ما هو شعورنا نحو كل ذلك), وأحيانا نبحث عما يبرر شعورنا الغير جيد تجاه أمر ما في الآخرين ...وكأننا لا نثق في أنفسنا وبعد فترة ندرك أن ما شعرنا به كان حقيقي ,وأننا قد اهتممنا بالآخرين أكثر من أنفسنا وأعطيناهم وقتا لم يكن من حقهم ...لم نتعلم أن نثق أو نتصل بمشاعرنا أو ذاتنا ..............قد دربنا على أن يوجهنا الآخرون .
يبدأ إنعزالنا عن شعورنا عندما كنا صغار وعند بكاؤنا كنا نسمع عبارة (الكبار لا يبكون) ,وفيما بعد تكون لدينا مشاعر لكننا لا ندركها ,فكيف نعبر عنها ؟
عواطفنا تساعدنا على تكوين الرابطة العاطفية التي نرغبها مع أقرب الناس فإن لم نتبادل عواطفنا فإننا نعجز مستقبلا عن التعبير عنها ومن ثم التواصل بطريقة فعالة ومرضية ,علينا أن نوظف حصيلتنا من الكلمات في وصف مشاعرنا حتى في عالم الأعمال أثناء تواصلنا مع زملائنا فنخرج عواطفنا من مخبأها سواء أكانت هذه المشاعر خوف ,غضب ,,ضعف ,ضيق ,عدم إرتياح ...عدم الإفصاح عن المشاعر قد يسهم في تفسير الأمور ,السلوك بشكل غير صحيح .
بالرغم من أن التعبير عن احتياجاتنا قد يبدو مخيف لأن هذه الإحتياجات قد تقابل بالحكم علينا بقسوة إلا أن ذلك أفضل من أن لا نعبر عنها أبدا ...قد يجد الآخرون صعوبة في فهم وتقدير ما نحتاج له خاصة إن كانت طريقة طلبها أقرب للتوسل والإستجداء ,مقابل تلك القسوة في الفهم والرفض, قد نقتنع مع صلابة موقفهم أنها غير مهمة أو ضرورية فنتخلى عنها .....علينا أن نتعلم الطريقة الصحيحة التي تجتذب استجابة إيجابية ,علينا أن نخبر الآخرين وبوضوح وثقة بما نحتاجه ....لا نلمح أو نناور ,علينا أن لا نخاف من أن ما نطالب به قد يقابل بالرفض ,علينا أن نتحلى بالجرأة والشجاعة .
نحن مسئولين عن مشاعرنا لا عن مشاعر الطرف الآخرلا يجب علينا أن نشعر أننا مجبرون على إسعادهم وإلا فإننا سنحمل أعباء ثقيلة ,حبنا للآخرين لا يعني إنكار إحتياجاتنا والسعي الدائم لتلبية إحتياجاتهم .......لسنا مسئولين في كل الأحوال عن مشاعر الآخرين ,كل منا مسئول عن مشاعره ,لا يجب أن نفقد ذاتنا في العلاقة أو نقع تحت أسرها أو نضيع من حياتنا الكثير أو تكون استجابتنا لما يدور بداخلنا ضعيفة ,علينا أن نستجيب لإحتياجات الآخرين بدافع من التعاطف لا بدافع من الخوف أو الشعور بالذنب أو الخجل ,هنا نقبل المسئولية عن أفعالنا وتصرفاتنا لا عن مشاعر الآخرين .
مشاعرنا وراءها إحتياجات , وما يصدر من الآخرين من سلوك قد لا يعجبنا و يثير بعض المشاعر السيئة لكنه ليس السبب في شعورنا السيئ بالحزن مثلا أو الغضب إن السبب في إثارة ذلك الشعور هو إحتياجاتنا الكامنة وكل أحكامنا وانتقاداتنا وتفسيراتنا لسلوك الآخرين ما هي إلا تعبير عن إحتياجاتنا , فإن ربطنا مشاعرنا بإحتياجاتنا وعبرنا عنها بوضوح أصبح من السهل على الآخرين الإستجابة لها .
عندما نطلب شيئ علينا أن نطلبة بصيغة إيجابية ,مثلا إن أردنا الإهتمام من الطرف الآخر أو لنقل المكوث في المنزل علينا أن لا نقول (لا تعود للبيت متأخرا )(لا تطيل السهر )(لا تنسى نفسك مع الأصدقاء ).....هذا يسمي إخفاق في طلب ما نريد ولن يحقق نتيجة وقد نجحنا في توصيل ما لا نريده ,التعبير عن طلباتنا بصورة سلبية يحفز لدى الطرف الآخر رغبته في الرفض ومقاومته لتلك الرغبة ,علينا أن تعيد صياغة مطلبنا ليكون إيجابي كأن نقول (أريد أن أقضي الأمسية معك ومع الأولاد )(أتطلع للخروج الليلة معك )إلخ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق