هناك مواقف لها في ذاكرتنا مكان , تظل بارزة وجاهزة للإستدعاء ,تذكرنا بلحظات لا تنسى وكأنها حدثت اليوم ,كل واحدة من هذه الذكريات وأنا أعتقد هنا أنها ساهمت بدرجة ليست قليلة في تكوين جزء مهم من شخصيتنا وتركت أثر ليس بالقليل على طريقة إدراكنا للأمور وتفاعلنا مع الأحداث التي تطرح نفسها أمامنا ....في لحظة ما وعندما نفكر بعمق ,قد يكون موقف مشابه للحدث الأصلي ندرك سبب تصرفنا بطريقة معينة تجاه بعض المواقف وسبب تكرر نمط معين في ردود أفعالنا ,نفهم الأمر من تلك الزاوية بالذات وكأننا أخيرا تكون لنا فهم جديد ,فهم لأنفسنا ....الأمر فعلا غير شخصي وأقصد به أن أي طريقة لم تعجبنا في سلوك الآخرين قد يكون لها سبب آخروأيا كان هذا السبب إلا أنه لا يتعلق بما يدور في رأسنا ما فهمناه له علاقة بالموقف القديم أكثر من علاقته بهم , وأننا تعاملنا معه بتلك الطريقة لأننا لم نتجاوز ما حدث في الماضي .. للكبار تأثيرفي عدة صفحات من حياة الصغار لا تنفك تفتح في مناسبات كثيرة وفي كل مرة يسيئون فيها التصرف عندما يكبرون ربما يكون السبب لأنهم واقعين تحت تأثير ماض لم يعالج ولم يحل ....(معلق)ولم يفهموا ذلك ,ظلت نفوسهم كسيرة ومجروحة ,تأخذ دور دفاعي ,تنفعل ,تضطرب وليس من داع لكل ذلك ,عندما ندرك السبب وراء إنفعالنا المتطرف سنتعامل مع تحدياتنا القادمة بنوع من الحكمة والتأني والهدوء سنتخلص من ضغوط الماضي ,سندرك فعلا أن تصرف الطرف الآخر مهما كان خارج عن الذوق لن يمسنا بشيء ولن يشكل أي نوع من الضغط علينا فهو لا يتعلق بنا بل بنوع من الضيق يشعر به ذلك الشخص وأنه في تلك اللحظة بحاجة للفهم والتفهم وليس الغضب والإنفعال ....ستختفي فكرة أنه شخصي ومقصود .... لا أحد قد يرغب بالأمور المعلقة والتي لم تحل , ويظل في كل مرة يطل عليه شعوره بالجرح عندما يقابل شخص يذكره بالشخص القديم أو موقفه المشابه...... في لحظة صفاء مع النفس وعندما نفكر بعمق ,عندما ينور الله بصيرتنا سندرك أن ردة فعلنا المبالغ فيها بعض الشيئ تلفت نظرنا للأمور المعلقة والتي تحتاج لفهم , فقط فهم ....عندها سيدير الماضي لنا ظهره ويمضي في طريقة تاركا درسه مفهوم ومستوعب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق