كل منا لديه أحلام يطمح أن يحققها وعندما نكون مستعدين للقيام بما يتطلبه الأمر حتى نحصل عليه ,عندما نعرف أن لا شيء مضمون ومع ذلك نقدم عليه ,عندما نواصل في حين يحتاج غيرنا إلى المزيد من التفكير ,الدراسة والتأني ليتقدم خطوة , عندما نقدم دون تفكير في أي شيء آخر , فإن فكرة الإقدام هذه تأتي معها فرص وأشخاص وحتى إمكانات عند تنفيذها لأنها تتكون من مزيج مهم لنجاح أي عمل : طاقة قوية لعمله وتوكل على الله.
أحيانا تبدو أحلامناو كأنها صعبة التحقيق ... وطريقنا لتحقيقها غير واضح المعالم ...يثنينا الآخرون عنه بصنع عوائق كثيرة من ضمنها الإمكانات المادية ,الخبرة ,الجهد الخرافي ,لكنهم يفعلون ذلك خوفا علينا من الفشل وآثاره ....وتبقى الحقيقة غير ذلك, فكل شيء نرغب به ونؤمن بقدرتنا على تحقيقه ,امتلاكنا للشجاعة الكافية والثقة بالله بأننا نستطيع .... كل هذه أشياء تجدد الطاقة وتصنع المعجزات .
طريق النجاح ليس خال من العقبات , ومن يدعي غير ذلك هو في الحقيقة يقطن السحاب ,إنه مليء بها ,منا من يجتازها بصعوبة ومنا من يقف عندها ,منا من يوظفها لمصلحته ,نحن نعرف جيدا كيف نتعامل معها فالله وهبنا الكثير والكثير من الإمكانات إلا إذا فضلنا أن نتخلى عن أحلامنا ونركن إلى الراحة ,عندها لن نواجه أية عقبة فنحن لم نتحرك و لم نخطئ و لم نتعلم ,نحن غالبا نتعلم من أخطائنا ..... من لم يحقق حلمه لم يترك آثار بارزة ربما لأن معظم أحلامنا لا تحمل صفة الأنانية وغالبا ترتبط الأحلام التي تناطح السحاب بإفادة الآخرين وتحقيق هدف سامي لذا هي فعلا تترك أثر بارزوتكون معلم من المعالم على الطريق .قصة قرأتها في كتاب قيم يحمل عنوان مبادئ النجاح للمؤلف جاك كانفيلد عن عالم وباحث صنع العديد من الإنجازات الطبية المتطورة وفي مقابلة له مع صحفي سأله عن السبب الذي يعتقد أنه وراء قدرته علىإنجاز شيء أكبر بكثير مما يستطيع الشخص العادي إنجازه ...سأله عن سبب تميزه فأجاب :كل ذلك نبع من درس علمته له أمه عندما كان في الثانية من عمره .
كان يحاول إخراج زجاجة لبن من الثلاجة عندما أفلتت يده الزجاجة فانسكبت محتوياتها كلها على أرض المطبخ ...وبدلا من أن توبخه أمه أو تعنفه قالت له :يالها من فوضى رائعة تلك التي صنعتها ,إنني لم أرى مثل تلك البركة الضخمة من اللبن إلا في مرات نادرة بحق .....حسنا لقد وقع الضرربالفعل ,لا تقلق يشأن هذا ,هل تريد أن تلهو معي قليلا بينما ننظف هذا اللبن المسكوب؟
وبعد دقائق من اللهو قالت له :أتعلم إننا عندما نصنع فوضى كهذه يكون علينا تنظيفها في نهاية الأمر لذا ,كيف تحب أن نفعل ذلك ؟يمكننا استخدام فوطة أو إسفنجة أو ممسحة ,فأيها تفضل؟
وبعد أن انتهيا من تنظيف اللبن المسكوب ,قالت له :إن ما لدينا هنا هو تجربة فاشلة في حمل زجاجة كبيرة من اللبن بيدين صغيرتين ,دعنا نخرج إلى الفناء الخلفي ونملأالزجاجة بالماء ونرى إن كان بمقدورك اكتشاف طريقة تحمل بها الزجاجة دون أن تسقطها .......قال العالم :إنني في تلك اللحظة تعلمت أنه لا ينبغي علي الخوف من ارتكاب الأخطاء ....لقد تعلم أن الأخطاء ما هي إلا فرص لتعلم شيء جديد .
إن ثمرة صبر هذه الأم وسعة صدرها وحكمتها هي إبن عالم ,تعلم الإقدام والإستفادة من الأخطاء ونبذ الخوف الذي يقف كحاجز للإبداع والإنجاز ......علينا أن نكف عن توبيخ الأبناء عندما يقع خطأ غير مقصود حتى لا نساهم في اكتسابهم الخوف ....عندما يسقط كوب من الطفل لا تبقى كلمة في القاموس لم نستخدمها في تعنيفه ...كلمات لم نقصدها حرفيا لكنه سيصدقها وربما تجعله يتخلى عن حلمه مستقبلا ...قد لا يصدق أنه يستطيع تحقيق شيء ........قد لا يحمل صفة الإقدام لأننا علمناه الخوف .
إن كان لك حلم ولم يكن طريقك واضح فهل تقدم أم تحجم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق