قد يظن البعض أن نمونا يقف عند نقطة الوصول لآخر شهادة حصلنا عليها وبالضبط عند وصولنا إلى مرحلة مزاولة عمل معين , نفهمه ونتغلب على ضغوطه ونحل مشاكله على نحو جيد , فماذا يحدث لنا بعد ذلك؟ مع الوقت يصبح كل ما نقوم به شيء مكرر ومعاد ,تسير الحياة على وتيرة واحدة وكأنها فقدت رونقها , نمشي في مسار معين نكاد لا نخرج منه , لم نعد نجرب أشياء جديدة أو حتى نفعل الشيء نفسه بطريقة مختلفة إلى أن نتقاعد .......عندها نشكو من الجمود ومن ضعف مهارتنا في حل تحدياتنا ,كل ذلك نشأ من إختيارنا أن نترك الأيام تمضي ونحن نراوح في مكان واحد ,وكأن الدنيا بأسرها توقفت ,صرنا نتجنب المواقف الجديدة وتعلم أشياء جديدة ، فأضعنا جزء لا يستهان به من طموحنا وتعذرنا بمسئولياتنا والضغوط التي نرزح تحتها ,تجنبنا المواقف التي تنطوي على قدر من الصعوبة فقلت قدرتنا وكفاءتنا وقلت كنتيجة لذلك ثقتنا في أنفسنا فيما إن كنا قادرين مستقبلا على مواجهة مواقف مشابهة ...فقدنا الشجاعة والحافز في مزاولة وتعلم شيء جديد ,قد نكون فقدنا الإتصال بالعالم الخارجي إتصال فعال كما كنا نفعل في السابق ..هل فقدنا اهتماماتنا؟ أو فقدنا أشياء أخرى؟...عندما يصبح عالمنا خال وعلى وتيرة واحدة نكون نحن من ساهم في صنعه , فهولم يحدث فجأة بل حدث على مدى سنين من الرتابة والجمود الذي كان إختيار ,قد نكون فضلنا الأمان ,قد نكون آثرنا الإنشغال بأشياء صغيرة ,قد نكون فقدنا الحافز للتعلم ,قد نكون استسلمنا لنوع من الضغوط لكن تبقى حقيقة واحدة وهي: أيا كانت أسبابنا فوقوفنا عند تلك النقطة كان أمر اختياري قد تم بموافقتنا ,لم نجبر عليه فلا يجب أن نلوم الظروف أو أناس في حياتنا .....اعترافنا بذلك يجعلنا نتحمل مسئولية اختياراتنا وقراراتنا وهذا ما يقدمنا خطوة أولى في طريق النمو . نستطيع أن نثري حياتنا ونحقق ذاتنا بتعلم بأشياء جديدة تصل بنا إلى السعادة ,قد يتطلب الأمر شيء من المجازفة لكن عندما نتعلمها فإننا نتعلم وندرك معها المزيد عن أنفسنا ومشاعرنا وحقيقة قدراتنا ,ألا تلاحظ أن قدراتنا شيء مرن يتكيف مع أي تحد بغض النظر عن حجمه ؟
هناك أشياء في حياتنا قد تقف في طريقنا وتمثل عقبة فقط إن سمحنا لها بذلك , علينا أن نرى في العوائق فرص ومجال للإستفادة والإبداع هذا ما يضمن لنا استمرارالتقدم والتطور نلغي معه كل الحدود والسدود ,عندما تقف عند حد معين في أي وقت من حياتك فقد أوقفت نموك بإرادتك ,كل لحظة في حياتنا هي دعوة للتعلم ......للحياة التي أرادها الله لنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق