الأحد، 28 أبريل 2013

من علّمهم اسمك ؟

عندما يبدأ عام دراسي جديد ويصنف التلاميذ حسب مجموعهم ليسجلوا في فصول جديدة عادة يتجمع التلاميذ في مكان ما في المدرسة ويبدأ المعلم بقراءة الأسماء ومن يسمع اسمه يقف في صف معين وهكذا تُشكل فصول جديدة إيذانا بعام دراسي جديد ومرحلة جديدة ...المعلم الذي سيدرس هذا الفصل لا يعرف أسماء تلاميذه لذا هويحمل كشف بالأسماء ....


الآن تخيل معي أنك ذاهب لصلاة الجمعة  وملائكة جالسة عند بابه  وعندما تراك تكتب اسمك في سجلاتها ...من أين لها معرفة اسمك ؟ هوسؤال جوابه سهل ...الله سبحانه وتعالى علمها أسمائنا ، الملائكة تعرفنا كلنا حق المعرفة وتلك فكرة تبعث في النفس الرهبة والإجلال لله الذي علمنا كل مايجعل حياتنا تستقيم لكننا كثيراً مانغفل عنها ....والأكيد إنك إن استحضرت ذلك المشهد لن تؤخر حضورك للمسجد لآخر لحظة وستحرص على أن يكون اسمك في السجل مالم يكون من الأسماء الأولى أيضاً .

الفكرة الثانية أن الملائكة ينتهي جلوسها عند باب المسجد عندما يحضر الإمام ليخطب ...عندها تطوي سجلاتها وتدخل المسجد لتستمع للذكر ...جو إيماني عجيب  خاصة عندما تستحضر جلوس الملائكة في المسجد معك سيلفك الخشوع ولن تنشغل بشيء سوى الذكر ومايقوله خطيب الجمعة.



 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد فكتبوا من جاء إلى الجمعة فإذا خرج الإمام طوت الملائكة الصحف ودخلت تسمع الذكر )    رواه البخاري


طوى الصحف يذكرنا بيوم القيامة يوم تطوى الصحف   ..يوم لارجعة فيه ولا فرصة أخرى لتعديل الأخطاء أو البدء من جديد ...أما الآن فمن فاته ذلك الخير    يستطيع أن يبدأ من جديد يستطيع أن يصلح ويقوّم الأداء ...الجُمع فرص وأبواب مفتوحة لينهل من الخير والغيث الشيء الكثير .


أضف لكل ذلك شعورك ويقينك من أن خطوتك عزيزة عند ربك سبحانه وتعالى ...كل خطوة لبيت من بيوت الله ترفعك درجة وتحط عنك خطيئة ...أي خير هذا وأي فضل ...سبحان من يتحبب إلىنا بالعطايا والهدايا ...اللهم نور بصائرنا وقلوبنا لنرى الحق حق وتفضل علينا باتباعه ووفقنا لعمل يرضيك عنا فلا تغضب علينا بعده  أبداً ....اللهم وأعنا على أن نكون كما تحب لنا أن نكون .

الأربعاء، 17 أبريل 2013

ماالذي تريده ؟

ما أكثر ما نركز على الأشياء التي لا نريدها ، الأشياء التي لا تروق لنا ، تزعجنا ، تجلب لنا الملل ...لذا عندما يسألنا شخص ما عن الأشياء التي لا تعجبنا  نجد أنفسنا بارعون في إحصاءها لذا تجدنا نجذبها لحياتنا بطريقة أو بأخرى  ربما لأننا لا نفكر إلا بها وكيف أنها تملأ حياتنا بينما نجد صعوبة كبيرة في إجابة السؤال التالي : ماالذي تريده ؟

أتراه سؤال صعب ؟ ربما هو كذلك.


حتى أننا أحياناً  وعندما تتأزم أُمورنا نتساءل بيننا وبين أنفسنا ...حقاً ماالذي نريده ؟ ... نعم هو سؤال صعب .
لم هو صعب ؟ ربما لأننا أخرجناه من دائرة تفكيرنا وركزنا على الأشياء التي لا نحبها ..... لا نحبها لكننا نجبر أنفسنا على التعايش معها رُغماً عنا ونعيش في ظلها المزعج نتذمر ونشتكي ...ونغضب  وهذا يساهم في  جلب المزيد منها  وكان الأفضل أن والمُفترض بنا أن نضع بديل مقابل  كل مالانحبه ...كأن نقول مثلاً لا أُحب .... وأُحب .....

عندما نضع أمامنا جدول طويل عريض بالأشياء التي لا نريدها  فإننا نحجب عن عقولنا رغباتنا الحقيقية  ...لن نعرفها ولن نجرؤ على معرفتها بالتالي لن نحلم حتى بها  لأننا لم نضعها حتى في دائرة الأُمنيات .


سؤال  يذُهل ( ما الذي أريده ؟ )  سؤال يعصف بالذهن ...( ماذا أُريد ؟ )
يجد المرء  نفسه  يقول .....لا أُريد شيء ..وماذا عساه  يريد إذا  كان كل  تفكيره متمركز حول الأشياء التي لا يريدها ، الأشياء التي تؤلمه ، تُتعبه  ، تهدر طاقته  ...حتى الرغبة  في مواصلة الطريق الذي سبق له وأن حدد ملامحه ومعالمه وغايته  فقدها .
كل منا يمر بفترات مخيبة للآمال يسبقها محطات فشل  أحياناً تكون متعاقبة ...قد يطول فيها مكوثنا ...وقتها نكتفي بالبحث عن الأمان ، لكن  حتى الأمان لايكمن في المكوث بل بالنهوض من جديد رغم كل شيء ... ولا أعذار .


سلسلة الأشياء التي لانريدها سلسلة لا تنقطع من تلقاء نفسها وإنما بوضوح رغباتنا وتركيزنا على مانريد ....بوضع حتى شيء واحد كبداية والسعي لتحقيقه بكل الطرق .

الإحباط مؤلم .... و تعلمنا أن الرغبة في الأشياء وعدم الحصول عليها مؤلم ...أشياء كثيرة كنا نرغب بها لكننا منعنا من الحصول عليها لأنها تسبب فوضى للكبار .....تعلمنا أن رغباتنا خطأ ،ومُنعت بعض الرغبات  ...خوفاً علينا ...وتعلمنا أن نتخلى عن رغباتنا ....بعض الرغبات طلبوا منا أن نحلم بها وبعضها منعونا من حتى  الحلم بها ....حتى  ضاعت وماتت   وما نريده  ...صرنا نركز على ما لا نريده  حماية لأنفسنا لكنها ليست الطريقة الصحيحة للأسف  ... صرنا نعيش ونتعايش  مع ما لانرغب به  فصار واقعنا  .


جميل أن نبدأ من جديد ونغير الألوان التي تملأ عالمنا ، جميل أن نسجل أُمنياتنا وأحلامنا والأجمل أن نلقي عليها نظرة مرة قبل أن ننام ومرة عندما نبدأ يوم جديد ، جميل أن نتعمد أن نتجاهل مايزعجنا وننشغل بما نريد وكأنه فرض يومي ...حتماً سننال من ذاك الجمال الشيئ الكثير.

الاثنين، 1 أبريل 2013

حياتنا هي حصيلة مانعتقده

لكل منا أفكار ومعتقدات والتي نحن متأكدون من صحتها ويعمل عقلنا على تجميع أشياء كثيرة ومواقف عديدةة تثبت صحة مانعتقده وكأنه يجمع أجزاء صورة أو لوحة ... حتى إذا فكرنا أن نواجه معتقد سلبي ونحن ندرك تماماً مدى سلبيته فإننا نتراجع ونتقهقر ولا نكمل الطريق ....خوفاً من المواجهة وكأننا صرنا أسراه .

المعتقد كالنبتة التي نزرعها أو يزرعها فينا الوالدين أو المدرسون ومع مر السنين تضرب بجذورها وتثبت نفسها داخل عقولنا ، بعضها يكون صحيح والبعض الآخر زائف وقد لانرغب في التخلص من الزائف منها لأننا نعتقد أننا  نجد فيها  هويتنا  وهذا خطأ .

يذكر روبن سيجر في كتابه ( تستطيع أن تغير حياتك وقتما تريد ) أنه في قديم الزمان كان هناك رجل أرمل يعمل فلاح ولديه إبنان يكبر أحدهما الآخر بثلاث سنوات وعندما بلغ أكبرهما سن الخامسةعشرةلم يستطع الأب أن يوفر له عمل في الأرض التي كان يعمل بها فأخذ الأب ابنه وسار به إلى بلدة أخرى لعل الإبن يجد له فرصة عمل هناك ...وعندما وصلا ودع الأب إبنه وقال له  : ( يابني لا تثق في أحد لأنك إن فعلي سُرقت وخُدعت فالأنانية تملأ قلوب الناس ، انتبه واحذر ولتن نفسك هي أول ما تُفكر به .


احتضن الإبن أباه وهو يذرف الدمع ثم بدأ رحلته في هذه الحياة يضع نُصب عينيه نصيحة والده .

مرت ثلاث سنوات وكبر الإبن الأصغر ووصل إلى السن التي يجب عندها أن يغادر المنزل ليبدأ رحلته في الحياة  ....كان الأب قد تزوج في تلك السنوات الثلاث التي مرت وصار مبتهج وسعيد مبتسم دائماً وأصبحت حياته أكثر إشراقاً ....أثناء سيره مع ابنه الأصغر إلى بلدة أُخرى نصح الأب إبنه قائلاً : ( أي بني اذهب وعش الحياة وتعرف على العالم وابحث عن الفرحة واعثر عليها ولتثق بأصحابك ولتحبهم واهتم لأمرهم ولتظهز لهم محبتك واهتمامك حتى تحصل على مثلها فإن أعطيت العالم شيء حصلت على مثله وأخيراً أُريد أن أُخبرك شيء ....إن عشت الحياة دون حب فكأنما عشت نصف عمرك ، لذا اذهب واعثر لنفسك على زوجة تحبها وتحبك ...وحينها سوف تملك العالم بأسره ) .


مرت الأيام ولم يحدث أن تقابل الشقيقان لفترة طويلة فكل منهما ألهته الدنيا وبعد سنوات طويلة مات الأب فعاد الشقيقان لحضور الجنازة وتقابلا لأول مرة منذ فراقهما بعد مرور خمسة وعشرون عاماً .

حكى كل منهما للآخر عن مغامراته منذ أن رحلا وقال كل منهما أنه وجد الحياة تماماً كما وصفها أبوهما .